تعيش مئات العائلات القاطنة ببلدية بابور، أقصى شمال ولاية سطيف، ظروف حياة صعبة عكرت عليهم صفو الحياة بسبب غياب المرافق الضرورية للحياة، على غرار العطش، ضعف التغطية بالغاز، وتأخر في الربط بالكهرباء. تعد بلدية بابور من بين البلديات التي واجهت عزلة حقيقية لسنوات من الزمن، بسبب غياب التنمية المحلية التي تأخرت كثيرا جراء العشرية السوداء، ما جعلها اليوم تصنف كبلدية بوطالب بأقصى الجنوب من أفقر بلديات الولاية وأقلها تنمية، فالغاز الطبيعي لم يتجاوز بعد حدود مركز البلدية بنسبة تغطية تصل لحدود 40 في بالمئة فقط، في وقت ماتزال قرية تازورت، إيعولمين والشرفة، بتعداد سكاني قد يتجاوز 7000 نسمة، دون تغطية بهذه المادة الحيوية في منطقة، سرعان ما تتشكل فيها أكوام من الثلوج على سفوح الجبال، حيث أن العديد من العائلات مازالت إلى غاية اليوم تلتف حول المدافئ التقليدية التي توقد بحطب البلوط، خاصة منهم سكان قرية سطا حسان وقرية مجرقي الواقعتين تحت سفح الجبل. وقد علمنا في مجال التغطية بالغاز أن السنة الماضية عرفت تكفلا بشبكات التوزيع التي ترتبط مباشرة بشبكات النقل التي مازالت تنتظر من يتكفل بها. ومازالت العشرات من منازل المواطنين تنظر عمليات الربط بطاقة الكهرباء التي لا تقل أهمية، حيث علمنا في هذا الصدد أن حوالي 400 طلبا مسجلا منذ سنة 2007 لم تلق استجابة لحد الساعة، ومنه منازل لبعض المواطنين يعود تاريخ إنجازها إلى سنة 1986. وفي ذات السياق مازالت منطقة الشرفة، تطالب بضرورة تجديد أسلاك الكهرباء، ومنها إلى متاعب المواطنين مع الماء، حيث تشكو فئات واسعة من المواطنين نقصا فادحا في التزود، فتجمع تازروت مثلا يفتقر حتى لشبكة التوزيع. أما ثاني تجمعات البلدية ”الشرفة”، فيشهد عجزا في التموين من النقب المشترك مع بلدية سرج الغول، ومعدل التزويد بهذه المادة يصل أحيانا لمرة واحدة كل ستة أيام.