قال مسؤولون ليبيون لوسائل الإعلام إنه وبعد مرور سبعة أشهر على قضاء قوات ليبية لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت الساحلية لا تزال جثث مئات من مقاتلي التنظيم محفوظة في مبردات، بانتظار نتيجة تفاوض السلطات الليبية مع عدة حكومات دول أخرى لتقرير مصيرها. ويمثل السماح بشحن تلك الجثث إلى أوطانها مثل تونس والسودان ومصر أمراً ذا حساسية لحكومات تلك الدول التي تتحفظ بشأن الاعتراف بعدد مواطنيها الذين غادروها للانضمام إلى المتشددين في العراق وسوريا وليبيا. وقال مسؤول في وحدة معنية بمكافحة الجريمة المنظمة في مصراتة، وبالتعامل مع تلك الجثث، مرتديا قناعا يخفي هويته لمخاوف أمنية قائلا: ”انتشل فريقنا مئات الجثث”. وأضاف: ”هذه هي العملية الرئيسية التي تسمح لنا بالحفاظ على الجثث وتوثيقها وتصويرها وجمع عينات من الحمض النووي”. وأفادت وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في مصراتة أنها بانتظار قرار من النائب العام الذي لا يزال يبحث مع حكومات أجنبية إعادة الجثث. وفي السياق، طالبت عائلة الإرهابي التونسي أنيس العامري منفذ هجوم برلين في ديسمبر 2016 السلطات المعنية بتسليمها جثة ابنها التي مازالت في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، لدفنها في مسقط رأسه بالوسلاتية من ولاية القيروان. وكانت عائلة العامري دفعت مبلغ مالي قيمته 11 ألف دينار مقابل ترحيل الجثة من إيطاليا إلى تونس في جوان الماضي، مقابل مصاريف الاحتفاظ بالجثة بقسم الموتى بإيطاليا ومصاريف نقلها عبر الطائرة. وتمت إحالتها إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتشريحها، ومازالت هناك إلى الآن. وكان ”العامري” دهس في 19 ديسمبر 2016، مجموعة من المواطنين بشاحنة في سوق عيد الميلاد في برلين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 50 آخرين.