l عصابات تستدرج الأطفال عبر النت لسرقة المنازل! يكشف عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ”ندى”، عن وجود محاولات خطيرة تستهدف الأطفال والمراهقين من أجل الزج بهم في مستنقعات الإجرام وحتى الإرهاب، وهي الحالات التي وقفت عليها الشبكة، محذرا من الجهل في استخدام الشبكة العنكبوتية وترك الحرية للمراهقين للإبحار فيها، لأن الأمور أخطر مما يتصور الأولياء. وشدد في حديثه مع ”الفجر” على ضرورة اليقظة والمراقبة لحماية الجزائريين وأبنائهم من الخطر القادم من الأنترنت. الفجر: تعملون على حماية الأطفال والمراهقين، ماذا عن حمايتهم من الأنترنت؟ عبد الرحمان عرعار: هناك شبكات تحاول الإيقاع بالأطفال، خاصة ما تعلق بالتحرش الجنسي، فهي شبكات دولية معروفة تصطاد الأطفال والمراهقين عن طريق الأنترنت وتستخدم عدة وسائل للنجاح في الوصول إلى الفريسة، لذلك وجب على الأولياء مراقبة أولادهم وهم يبحرون في عالم الأنترنت، خاصة وأن جل أولياء المراهقين الجزائريين غير مكونين في الأمر ولا يدركون حجم الخطر المحدق بأطفالهم، والذي لا يقتصر على الاستغلال الجنسي، وإنما يمكن أن يؤدي إلى تجنيد أطفالنا والإيقاع بهم، وعليهم إيجاد حلول إلكترونية تجعل الاطلاع على مواقع إبحار الأطفال ممكنا، إضافة إلى ضرورة توعية الأطفال حتى لا يقدموا المعلومات الشخصية لتلك العصابات، التي تعمل على تجنيد أشخاص بهويات مزورة ومعلومات خاطئة على ”الفايسبوك” و”التويتر” و”الفايبر”، وفي كل مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك حالات عالجناها حيث تلقى مراهقون اتصالات من قبل عناصر هذه الشبكات في محاولة للإيقاع بهم. زيادة على التحرش الجنسي، هل سجلتم حالات تتعلق بمحاولة تجنيد المراهقين في الشبكات الإجرامية؟ فعلا سجلنا تجنيد الطفل عن طريق الأنترنت لسرقة الوالدين، حيث يقدم معلومات عن تواجد الأموال داخل المنزل بكل دقة، وهو ما يسهل على تلك الشبكات الوصول إلى مكان تواجد المال المحفوظ، وبذلك تكون عمليات السرقة سهلة على المجرمين وبمساعدة أهل المنزل من دون دراية منهم، وهناك حالات سجلناها في هذا الخصوص، خاصة وأن بعض الحالات نجحت فيها عمليات تجنيد الأطفال للسرقة وتقديم المال للعصابات. ما هو دور الشبكة عندما تصلكم مثل هذه الحالات؟ نحن لا نملك إحصائيات، بل نقدم كل الحالات لمصالح الدرك والأمن الوطني، حيث نعمل بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختلفة، فحدود تدخلنا معروفة ومضبوطة، عندما نتلقى معلومات حول حالة ما نرافقها ونوجهها إلى مصالح الأمن مباشرة للتدخل السريع عن طريق تفعيل إجراءاتها وفتح تحقيق للوصول إلى جذور تلك الشبكات ومحاولة تطويقها. ماذا عن شبكات الإرهاب، وهل مراهقو الجزائر معرضون للخطر حسب الحالات التي تصلكم؟ فعلا سجلنا في السابق بعض المحاولات، لكننا الآن لسنا في نفس الوضعية التي عشناها من قبل أو الوضعية التي تعيشها البلدان الأخرى. مثلا، داعش تنظيم دولي يحاول استقطاب الأطفال عبر مختلف الدول العربية والإسلامية؟! هذه الاحتمالات ضعيفة في الجزائر لأن أطفالنا أصبحوا أكثر انتباها من أي وقت مضى، وهناك وعي جماعي، لكن الأكيد أن هناك محاولات استقطاب مراهقين بأفكار متطرفة موجودة وأتكلم هنا عن التطرف الديني، حيث سجلنا بعض الحالات والحمد لله تم إنقاذهم وحتى مصالح الأمن تمكنت من الوصول إلى تلك الشبكات، حيث يستقطبونهم عن طريق زعزعة العاطفة الدينية. ماذا عن شبكات الشيعة والتنصير، هل سجلتم حالات أيضا؟ سجلنا حالات خاصة بالتطرف الديني حيث تحاول شبكات تجنيد المراهقين وهي شبكات دولية والحمد لله مؤسسات الأمن قائمة بواجبها. ماذا تقدمون أنتم كشبكة لحماية أطفالنا ومراهقينا من هذه العصابات؟ لابد من أن لا نترك أطفالنا عرضة لمثل هذه الشبكات، لابد من مراقبة جيدة ولصيقة، ونترك التواصل المستمر مع الأطفال والمراهقين خاصة الذين يجهلون التعامل بالأنترنت الذي أصبح سلاحا ذا حدين، الطفل الذي يذهب للمسجد ويتم تركه هناك ولا تعرف مع من ينسج علاقات هذا يعتبر أمرا خطيرا جدا، خاصة وأن شبكات التجنيد دائما تنطلق من المساجد عن طريق مغازلة المراهقين والأطفال بالوازع الديني، وحتى المدارس القرآنية الخاصة فهي وإن كانت محصنة لابد من أن تكون هناك اليقظة والرقابة داخل المدرسة، إذ يمكن أن نجد شخصا يروج لتلك الأفكار، لذلك اليقظة مطلوبة جدا. فمثلا يطرح تساؤل حول بقاء الطفل أو المراهق في اتصال دائم مع المدرس بعد الفراغ من الدروس، هنا لابد من وضع كل هذه الأمور في الحسبان لحماية أبنائنا من كل هذه المخاطر. إننا بحاجة إلى ديناميكية وفعالية وسرعة في تنفيذ آليات حماية الطفولة في الميدان، وليس تلك المرتبطة فقط بالجهات القضائية والأمنية، فمن المفروض أن تتدخل هذه الجهات كحلقة أخيرة بعد تنفيذ آليات عدة لمحاربة كل ما يؤذي الأطفال. ومن الضروري أن تتكثف جهود الجهات الاجتماعية والثقافية وكافة المواطنين كل على مستواه، ونستثمر جيدا في المجتمع المدني، من أجل التصدي لكافة الظواهر المشينة ومظاهر الفساد والانحراف، وبالتالي إنقاذ فلذات أكبادنا من بين براثنها، ولنركز معا كخطوة أولى على تنظيم النشاطات الفنية والمسرحية والثقافية والرياضية والاجتماعية وتشجيع ممارسة الهوايات المفيدة، فالفراغ ورفاق السوء من ألد أعداء الأطفال والمراهقين.