من المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين في القوات الجوية التابعة لجيوش مجموعة الدول ”5+5”، التي تضم كلا من الجزائر والمغرب وليبيا وتونس وموريتانيا وإسبانيا والبرتغال ومالطا وفرنسا وإيطاليا، في مؤتمر أمني ستحتضنه مدريد شهر أكتوبر المقبل. وعلى خلفية التطورات الأمنية الحاصلة في أوروبا وهيمنة ملف عودة المقاتلين الأجانب من مناطق الصراع سورياوالعراق، سيركز المسؤولون الأمنيون على الملف في إطار النقاش الرئيسي حول سبل التعاون لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تمثلها الجماعات المسلحة في الساحل ومنطقة المتوسط، بعد تراجع نفوذ تنظيم ”داعش” في العراقوسوريا، والتخوفات المرتبطة بانتقال مركز نفوذ التنظيم الإرهابي إلى ليبيا. وقد شكل ملف عودة الدواعش إلى ليبيا أرقا آخر لأجهزة الاستخبارات الغربية والأخرى، حيث تداولت تقارير أمنية أوروبية مسألة المغاربة المقاتلين في ليبيا، وعودتهم إلى أوروبا بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في إسبانيا. وتشير تقديرات إلى التحاق أكثر من 1600 مغربي بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وليبيا. وكتبت صحيفة ”الغارديان” البريطانية أن ”هناك 300 عنصر من التنظيم الإرهابي عادوا إلى بلادهم”، وتورط بعضهم في هجومي برشلونة وكامبرليس. وتنبهت السلطات الجزائرية مبكرا إلى انعكاسات عودة ”القنابل الموقوتة” إلى المنطقة، حيث أبلغت نظيرتها المغربية بداية أواخر العام الماضي بوجود خلايا إرهابية نائمة في المغرب، تقوم بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، مستغلة سهولة التنقل جوًا عبر الجزائر برحلات للخطوط الجوية الليبية، التي قررت السلطات تعليقها إلى أجل غير مسمى. كما ركز وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، مؤخرا، خلال جولة إلى عدد من العواصم العربية، على خطورة ملف عودة عناصر داعش إلى بلدانهم وانعكاساته على دول الجوار، حيث تتخوف الجهات المختصة في أوروبا من أن تكون الهزائم القاسية التي تلقاها التنظيم في العراقوسوريا سببًا في اختياره شمال إفريقيا ملجأً عبر ليبيا وتونس، وأن يفتح جبهة جديدة لأعماله الإرهابية. قمة ال”5+ 5” التي تأتي بعد آخر قمة أمنية بين سلاح الجو في البلدان العشرة والتي عقدت من 28 إلى 30 أكتوبر 2015 في لشبونة عاصمة البرتغال، لن يقتصر النقاش فيها على التهديد الإرهابي الذي تربطه أجهزة الأمن الأوروبية بملف الهجرة غير الشرعية، حيث يطرح تحديا جديدا يتعلق بالهجرة غير الشرعية بين ليبيا وإيطاليا، وبين المغرب وإسبانيا، إضافة إلى ملف تهريب المخدرات.
