أُعلن في مصر، مساء الجمعة، عن وفاة محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، المعتقل في سجن ”طره” عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية في محبسه. وقالت ”علياء”، ابنة عاكف، عبر حسابها الشخصي على فيسبوك: ”أبي في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون”. التحق عاكف بجماعة الإخوان المسلمين سنة 1940، بعد أن لفت انتباهه اهتمامها بالرياضة التي كان يحبها. و في أوت 1954 اعتقل بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف -أحد قادة الجيش- الذي أشرف على طرد الملك فاروق، وحوكم وصدر عليه حكم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاما بالسجن. وأفرج عنه سنة 1974 في عهد السادات. وفي سنة 1987انتخب عضوا بمكتب الإرشاد في جماعة الإخوان، وكان أحد خمسة وثلاثين عضوا بمجلس الشعب مثلوا كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان. ودخل السجن ضمن حملة اعتقالات في ظل حكم الرئيس مبارك طالت عناصر الجماعة. ومثل أمام المحكمة العسكرية سنة 1996 بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وكان آخر منصب تولاه آنذاك هو الإشراف على الاتصال بالعالم الإسلامي. وخرج عاكف من السجن سنة 1999، وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى تولى منصب المرشد العام للإخوان بعد وفاة محمد المأمون الهضيبي في يناير سنة 2004. و في يناير من العام 2010، طلب اختيار خليفة له على رأس الجماعة، فاختير محمد بديع مرشدا عاما، وبقي عاكف يمارس نشاطه بفعالية داخل الجماعة. وإثر أحداث 3 جويلية 2013 التي أطاحت بمحمد مرسي، اعتقل عاكف بمعية الآلاف من الإخوان، ووجهت له تهم على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية، قال فيها إن القضاء فاسد، وبرأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014، لكن بقى في السجن لمتابعته بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين. وفي مطلع العام 2017، أعلن مصدر أمني مصري أن نقل عاكف إلى أحد المستشفيات بالقاهرة، حيث خضع للعناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية. وحَمّلت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان، السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاة مرشدها السابق، لإصرارها على ”حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره”، متهمة إياها ”بتعمد قتله”. ودعت الجماعة التي تصنف في مصر ”تنظيما إرهابيا”، منذ ديسمبر 2013، لصلاة الغائب على مرشدها السابق، وإقامة عزاء له، الأحد المقبل، في أحد الفنادق الكبرى خارج مصر. وأفيد لاحقا أنّ ”الجهات الأمنية فرضت طوقا أمنيا على محيط المقبرة، ولم تسمح إلا لعبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين بمصر، وزوجته وابنته، وحفيد له بحضور مراسم الدفن”.