تعرف هواية الصيد بالصنارة إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة، بعدما وجدها البعض وسيلة للتسلية والتخلص من بعض الضغوطات الاجتماعية، حيث تقبل العديد من النساء والفتيات عليها بعدما كانت مقتصرة في وقت سابق على الرجال، لتصبح هذه الهواية التي تتطلب صبرا من صاحبها مقصد الكثيرين وملجأهم للخروج من الأزمات. تعد هواية الصيد بالصنارة واحدة من الهويات التي تحمل الكثير من المواصفات والشروط، علاوة عن كونها شكلا من أشكال الترفيه والترويح عن النفس، غير أنها تتطلب الكثير من الصبر، في الوقت الذي يصفها بعض الأطباء كعلاج للخروج والتخلص من الضغوطات النفسية ومشاكل الحياة اليومية، لتصبح الشواطئ والسدود ملجأ البعض بحثا عن الهدوء للتخلص من بعض الهموم، بعدما عجزوا عن إيجاد حلول لها. وفي هذا الإطار وقفت ”الفجر” على عينة من الأشخاص ممن اختاروا البحر من باب التخفيف ولو بالشيء القليل من معاناتهم. الهموم العائلية والمشاكل الاجتماعية تنعش هواية الصيد أجمعت العديد من الآراء أن مشاكل الحياة والوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشون فيها دفعتهم إلى البحث عن البديل، بعيدا عن الفوضى، حيث فكر هؤلاء في وسيلة بسيطة وغير مكلفة وباستعمال وسائل في متناول الجميع، عن طريق استخدام القصب وخيوط الصيد وغيرها من الأدوات التي تستخدم في عملية الصيد، وهو ما أكده لنا سمير، موظف بإحدى الشركات، يقطن مع زوجته وأطفاله في بيت العائلة، مشيرا إلى أن الخلافات العائلية دفعته إلى الهروب بعدا، قائلا”لم أجد حلا سوى الصيد ولساعات طويلة لعلها تنسيني همومي ومشاكلي”. من جهته أكد لنا رابح، عاطل عن العمل، أنه يقصد البحر يوميا وينصب صنارته ويتأمل فيها لساعات ولساعات، مشيرا إلى أن الهواء المنعش والهدوء يجعلانه مرتاحا”. .. ونساء يقبلن عليها يبدو أن هواية الصيد لم تعد مقتصرة فقط على الرجال، بل حتى النساء أخذن نصيبهن منها، حيث تقصد بعض الفتيات بمختلف الأعمار الشواطئ المحروسة لممارسة هواية الصيد، أين تعرف بعض الشواطئ كشاطئ خلوفي بزرالدة والدواودة بتيبازة، إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة. وحسب شهادات البعض منهن فإنهن يقصدن هذه الأماكن يوميا أو في العطل رفقة عائلاتهن أوأحد من أقاربهن ويقمن بنصب صنارتهن بكل حذر، قائلات ”هذه الهواية التي كانت حكرا على الرجال في وقت سابق ملك للجميع وبإمكان الفتيات ممارستها، غير أن انعدام الأمن والحراسة في بعض الشواطئ حرمهن من ذلك”. وفي السياق، تضيف أخرى أنها تقصد البحر للهروب من بعض المشاكل باعتباره مكان هادئ، في ظل انعدام مرافق ومراكز للترفيه، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المادية التي دفعتها إلى البحث عن شيء يسليها ويخفف عنها في نفس الوقت.