تعرف معظم مراكز البريد، على مستوى العاصمة، اكتظاظا ملحوظا وضغطا رهيبا، رغم البرنامج الذي خصص له، من خلال فتح المراكز طيلة سهرات رمضان، بغية التخفيف من الضغط المنصب على موظفي الشبابيك وكذا المواطنين، خاصة في هذه الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، أين يكثر الإقبال عليها لسحب الرواتب والمبالغ المالية التي تسد بها مختلف الحاجيات الضرورية. قامت السياسي بجولة على بعض مراكز البريد بوسط العاصمة لمعرفة مدى الإقبال عليها ليلا خاصة أنها تكتظ نهارا، حيث كانت البداية من حي باب الوادي الشعبي ذو الكثافة السكانية الكبيرة والذي يتوفر على ثلاثة مراكز بريدية، غير أن اثنين منها المتواجدين على مستوى شارعي عاشور حسن بكيتاني وابن مرزوق الخطيب، كانا مغلقين، بالإضافة إلى تعطل آلات السحب الإلكترونية ما أثار تذمر المواطنين، فيما فتح المركز المتواجد في حي حطاب باي سليمان، أبوابه أمام الزبائن. وعكس ما كان متوقعا، عرف إقبالا كبيرا وصل إلى أكثر من 800 شخص، حيث تحدث احد موظفي الشبابيك بالمركز عن الطوابير الكبيرة، مؤكدا أنه منذ حوالي 3 أيام يعرف المركز اكتظاظا كبيرا سواء بالنهار وحتى خلال السهرة التي عادة لا تعرف إقبالا كبيرا وهذا شيء طبيعي راجع إلى اقتراب عيد الفطر المبارك، أين يكثر سحب الأموال لتغطية مصاريف هذه المناسبة، مشيرا في ذات السياق إلى أنه بالإضافة إلى المواطنين الذين تصب رواتبهم برصيدهم البريدي في هذا الوقت من الشهر، تقوم الكثير من الشركات بتقديم موعد بعثها لأجور العمال والموظفين لديها، وهو ما خلّف ضغطا كبيرا على مستوى مكتب البريد الذي بات لا يستطيع تحمّل العدد الكبير للزبائن. طوابير من الزبائن حول آلة السحب الإلكترونية ورغم أن الكثير من المراكز البريدية تفتح ابتداء من الساعة التاسعة والنصف إلى الحادية عشر ونصف، إلا أنها لم تحد من الضغط والتوافد عليها، وهو ما لم يسلم منه الموزع الإلكتروني المتواجد خارج المركز، حيث عرف بدوره طوابير غير منتهية من الزبائن، الذين أكدوا أنهم اضطروا لاستعماله تجنّبا للاكتظاظ الكبير في الداخل رغم العديد من الأخطاء التي تتخله، حيث يتعرض في الكثير من الأحيان للتعطل أو يشير إلى عدم توفر المبلغ المالي المراد به رغم وجود الرصيد ما يضطر العديد منهم الى تكرار المحاولة للتحصل على المبلغ المالي المطلوب. البريد المركزي يعجز عن تغطية توافد الزبائن توجهنا بعدها الى مركز البريد بساحة الشهداء الذي لا يختلف عن باب الوادي في الاكتظاظ الكبير بفعل ضيقه حيث لا يتوفر إلا على ثلاثة شبابيك لا تستطيع تحمل ضغط الزبائن، وهو ما ينطبق أيضا على البريد المركزي والذي رغم شساعته واحتوائه على حوالي 10 شبابيك كاملة، غير أن الطوابير لم تختف منه. وحسب العاملين به، فإن تزامن عيد الفطر ونهاية الشهر خلّف طلبا كبيرا على مراكز البريد لم تعرفه من قبل