لعلها السهرة الأجمل والأكثر إمتاعا ليلة الأربعاء في خامس حفلات مهرجان جميلة العربي في طبعته العاشرة لهذه السنة والمتواصل منذ الخميس الماضي بكويكل التاريخية غير بعيد عن عاصمة الهضاب العليا سطيف. فقد تمكن ابن الموصل العراقية التي شهدت ميلاده سنة 1957 وصاحب الرصيد الفني الكبير قيصر الأغنية العربية الفنان كاظم الساهر من الارتفاع عاليا بسقف الإبداع والأداء والمتعة إلى أعلى مستوى على مدار ساعتين من الزمن. وأدى كاظم الساهر بالمناسبة جملة من أغانيه المعروفة والتي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب ما جعل التجاوب عريضا مع الساهرين الذين أقبلوا بأعداد غفيرة من كل المناطق القريبة والبعيدة. المستبدة ، أكرهها هل عندك شك ، زيديني عشقا يا امرأة وغيرها من الأغاني كانت عناوين جميلة في سهرة قالت سيدة أربعينية من عشاق الفنان العراقي أنها غير قابلة للنسيان من الذاكرة . وبلغ تجاوب الجمهور مع هذا الفنان أوجه في كثير من أوقات السهرة سواء من خلال الرقص على الإيقاعات الفنية أو التصفيق وحتى الزغاريد التي أهدتها حراير جميلة وسطيف الحاضرة بقوة في هذا الحفل ليبرز ذلك خاصة عندما أهدت طفلة صغيرة وشاح العلم الوطني لكاظم الساهر. وقد كان للجرح العربي حضوره البارز في أداء سفير النوايا الحسنة لليونيسيف من خلال أغنية تذكر من كلمات كريم العراقي والتي يصرخ فيها الفنان عاليا ضد الأوضاع التي يعيشها بلده العراق والعالم العربي كله. وطني جريح خلف قضبان الحصار. كل يوم يسقط العشرات من أطفالنا ، يصيح الفنان مضيفا أنا إن مت يوما فإن موتي ولادة .