الرسول صلّى الله عليه وسلّم فإذا تناست الأمّة معاني التحرّك القويّ والعزيمة والنشاط انقلبت إلى: نموذج أمّة التخلّف الّتي تتّصف بجملة من الخصائص السلبيّة، أهمّها - تتكلّم أكثر ممّا تعمل، بينما يعمل صاحب الفعل القويّ ويترك عمله يتكلّم عنه. - عملها قليل وبطيء ومكلّف، تنفق كثيراً من الأوقات والأموال والجهود ولا تحقّق رغم ذلك إلاّ النتائج الهزيلة، وأقرب مثال على ذلك ما عليه الأندية الرياضية العربيّة الّتي تبتلع ميزانيّات ضخمة وهي دائمة في مؤخّرة الترتيب أو قريبة منها. - تستمرئ استيراد السلع والخدمات الضروريّة والحاجية وتغرق في الكماليّات وتعتقد أنّ الغرب مسخّر لها، هو ينتج وهي تستهلك، فهيّ تنتقص من قيمة الفعل الذاتي وترضى بحال السلبية واليد السفلى والنظرة العبورية للحياة. وكان ينبغي لمن فقه الكتاب والسنّة أن يكون دائماً في صفّ الفعل الحاسم وقمّة الإيجابيّة وجانب القوّة: (خُذوا ما آتيناكم بقوّة واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون) (البقرة: 63). (المؤمن القويّ أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف) (رواه مسلم). وهذا ما يليق بالمسلم سواءً كان طالباً أو عاملاً أو سيّاسيّاً أو عالماً أو مجاهدا أو مقاوما أو رياضيّا، وقد يبدو من الوهلة الأولى قضية مسلّمة و بديهية لا تستحقّ النقاش لكنّ واقعنا المتردّي يستدعي التأصيل بعد انحسار فكر المسلم وتراجع إسهاماته إلى درجة تواري قيم الفعل الإنساني خلف الرؤى الجبرية وعقلية الإعجاز والتعجيز.