نجح مسرح باتنة الجهوي المنشأة التي يقصدها عدد كبير من المواطنين بمدينة باتنة في إستقطاب العديد من محبي الخشبة لدرجة أنه أضحى بمثابة مركز إشعاع ثقافي حقيقي بالأوراس. ويمكن القول بأن مسرح باتنة الجهوي ساهم في السنوات الأخيرة في دفع جميع أشكال التعبير المسرحي، وأضحى فضاء مفضلا للمبدعين وكذا للجمهور الذي يتوافد عليه من عاصمة الولاية ومن المناطق المجاورة. وعلاوة على مساهمتها في إنعاش النشاط الثقافي، فإن هذه المؤسسة التي تتسع ل435 مقعد والتي تتميز بإنتاجها المسرحي وبعديد الفرق التي تنشط طوال أيام السنة وبمختلف المهرجانات الوطنية المخصصة للفن الرابع، تفتن الزوار بفضل هندستها المعمارية الخاصة بالقرن التاسع عشر. وقد أعيد فتح أبواب هذا المسرح الذي أغلق في 2007 لإجراء أشغال إعادة تأهيله و تجديده بعد سنة ونصف وأضحى منذ ذلك الحين يوفر للجمهور أفضل ظروف الاستقبال حتى في موسم الاصطياف، وذلك بفضل وضع نظام جيد لتكييف الهواء. وتمكن مسؤولو هذا الهيكل بعد تحديث تجهيزاته من مباشرة ديناميكية إنتاج وتنظيم مفعمة بالنشاطات الثقافية. وتشير مديرة هذا الصرح الثقافي مباركة تيغازة إلى أن مسرح باتنة الجهوي يشجع جميع أشكال التعبير الإبداعي مسلطة الضوء على الطابع الانتقائي لهذا المسرح الذي لا يتردد أبدا في إنتاج أعمال تتماشى مع الإرث القديم لمنطقة الأوراس ولكن أيضا مع أذواق الجيل الجديد، وذلك من أجل -حسبما أضافت- (مواصلة ترقية تعلق المواطنين بالمسرح وبالفن عموما). وأكدت السيدة تيغازة بأنه منذ افتتاحه في 1987 أنتج مسرح باتنة الجهوي 64 مسرحية أحرزت 41 جائزة، مشيرة إلى أن وتيرة الإنتاج السنوية (4 أعمال جديدة في كل سنة) سترتفع في القريب العاجل. واستنادا لذات المسؤولة، فإن حصيلة مسرح باتنة الجهوي لسنة 2014 تميّزت بإحراز 10 جوائز وهو أمر أكثر من واعد: ثلاثة جوائز عن مسرحية (ليلة غضب) وجائزتين اثنتين ل(الرهينة) و5 جوائز كبرى للمسرحية الناطقة بالأمازيغية (أوارنيد أكيد أرنيق) التي حققت نجاحا باهرا خلال المهرجان الوطني الأخير لمسرح التعبير الأمازيغي. وحسب المدير التقني لمسرح باتنة الجهوي سليم فروج، يتواصل بذل جهود كبيرة من أجل ضمان نشاط مسرحي دائم وكذا المشاركة المنتظمة في مختلف التظاهرات ومواصلة اكتشاف المواهب الشابة، مضيفا بأن الحفاظ على العلاقات الوطيدة بين رواد المسرح وجيل الشباب المبدع، ساهم بشكل كبير في ترقية وإدامة مناخ الإبداع. ويدعو مسؤولو مسرح باتنة الجهوي الكتاب والمخرجين الشباب بالبلاد إلى عدم التردد أبدا في اقتباس الأعمال الأدبية الجزائرية حيث بإمكان المسرح توسيع انتشارها على نطاق أوسع.