أبدى القسنطينيون، الذين حضروا بأعداد كبيرة مراسم اختتام معرض المعلم الحرفي إبراهيم علوط بقصر د، إعجابهم بعروض الرقص التي تعبّر عن تقاليد القصور السبعة لوادي ميزاب. ففي بهو هذا القصر الرائع الذي يحتضن المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية المبادر لتنظيم هذا المعرض، لفتت عروض فناني جمعية كارابيلة من وادي ميزاب فضول الحاضرين، كما كانت الفرصة سانحة لهم لاكتشاف التحف المعروضة داخل هذا القصر. وامتزجت طلقات البارود مع أنغام الزرنة والطبلة التي كانت تؤديها هذه الفرقة التي تضم 12 شابا. وتمكّنت جمعية كارابيلة التي تتألف في الواقع من 30 عنصرا من بعث الحياة مجدّدا لأولئك المحاربين المقاتلين الذين كانوا يدافعون عن مدينة غرداية وما جاورها في القرن ال17. واعتبر جمال بن رستم، الأمين العام للجمعية، أن كارابيلة ، التي تم تحويلها على مر السنين إلى جمعية فلكلورية بالمعنى الثقافي لهذا المصطلح، تعمل على تكريس تقليد يكون فيه الطابع الفروسي حاضرا بقوة. وتابع الحضور، الذي بدا مسرورا من هذا العرض البهيج، بكثير من الاهتمام براعة الراقصين الذين ارتدوا قنادر تعكس المكانة التي يحتلونها في مجتمعهم: إشبرت نادور (قندورة من الصوف) بالنسبة لرجال الدين و عزيزة بالنسبة لكبار الشخصيات و بلوزة بالنسبة للمواطنين الذين يكسبون قوتهم عن طريق العمل، وذلك حسبما أوضحته من جهتها، الآنسة شادية خلف اللّه، مديرة المتحف. واستهلت الفرقة عرضها برقصة يطلق عليها أقديم مستلهمة من فلكلور متجذر بعمق في التقاليد العريقة لوادي ميزاب، قبل أن تتلوها رقصة أرنان التي كانت تستعمل في الماضي لتشجيع الفلاحين على بذل جهود كبيرة خلال موسم الحصاد. فيما اختتمت هذه اللحظات الثقافية برقصة أمكراك التي تعكس شجاعة وبسالة شباب ميزاب.