تشرع الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ابتداء من هذا الاثنين في تنظيم حملة وطنية تحسيسية حول العنف في فضاءات السكك الحديدية بهدف تحسين الأمن في تلك الفضاءات حسبما أكده بيان لذات الشركة. وأوضح ذات المصدر أن هذه الحملة التي ستمتد على طول السنة الجارية تهدف إلى مكافحة جميع أشكال العنف في محيط القطارات وضمان ثقة الزبائن وعمال السكك الحديدية والرأي العام، سيما من حيث نوعية الخدمات. ويتعلق الأمر حسب الشركة بالوقاية والتقليص من المظاهر اللاحضارية والعنف وتحسين الواقع اليومي الذي يعيشه المسافرون من حيث الطمأنينة والأمن في فضاءات السكك الحديدية الأرصفة والمحطات والقطارات. وقد تم وضع برنامج متنوع وثري من خلال عديد الأعمال الإعلامية والتحسيسية سيما الملصقات وتوزيع المطويات وبث رسائل في أهم محطات السكك الحديدية الوطنية وعلى متن القطارات للخطوط الطويلة والقطارات الجهوية والضواحي. كما يتضمن البرنامج تنظيم أيام أبواب مفتوحة حول أمن السكك الحديدية وحملات تحسيسية على مستوى المؤسسات المدرسية الواقعة بمحاذاة منشآت السكك الحديدية. وتتمثل أعمال العنف واللاأمن على مستوى القطارات في الجزائر بشكل عام في انتهاك قواعد استعمال الفضاءات والمساس بالممتلكات والأشخاص والسلوكات اللاحضارية. ويمكن لهذه الوضعية أن تؤدي إلى عزوف المسافرين وخسارة الزبائن بالنسبة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. ومن أجل تعزيز الأمن في فضاءات السكك الحديدية كانت الشركة قد وضعت برنامجا بالتعاون مع الدرك الوطني من أجل الحد من العدد الكبير من الاعتداءات على متن القطارات وعلى مستوى محطات القطارات. في هذا الصدد، تشير أرقام الشركة إلى أن الأضرار التي طالت منشآت السلامة والأمن، قد بلغت 17.13 مليون دينار في حين بلغت خسائر الأعمال التخريبية 31.5 مليون دينار. كما أن العديد من المواطنين يشتكون من المضايقات التي يتعرضون لها في محطات السكك الحديدية خاصة منها التي تقع بعيدا عن المقرات السكنية من سرقة للحقائب والهواتف النقالة وكذا الاعتداءات الجسدية التي كثيرا ما تقع خلال الفترة المسائية أو في الصباح الباكر، كما أن العديد من المواطنين يعزفون عن استعمال القطار في التنقل بسبب نقص الأمن في محيطه وخاصة في المحطات الثانوية، وجاءت هذه الحملة نتيجة الاعتداءات المتكررة للمواطنين رغم أنها انخفضت خلال السنوات الأخيرة مع جلب القطارات الجديدة التي تتوفر على كاميرات مراقبة قللت من الاعتداءات والعنف داخلها، حيث استحسن المواطنون هذا الأمر، في انتظار أن يتم تأمين الأمن على كل خطوط السكة الحديدية في الجزائر.