تجري امتحانات شهادة البكالوريا التي انطلقت، أمس، عبر المؤسسات العقابية ال40 المعتمدة كمراكز إجراء بالتراب الوطني في ظروف عادية حسبما كشف عنه المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج متوقعا ارتفاع نسبة النجاح هذا السنة مقارنة بالعام الماضي. وأوضح مختار فليون إثر إشرافه بالمؤسسة العقابية بالقليعة بتيبازة على الانطلاق الرسمي لامتحانات شهادة البكالوريا أن وزارة العدل تسجل مجريات عادية للموعد الذي تشرف عليه وزارة التربية، متوقعا ارتفاع عدد الناجحين هذه السنة مقارنة بموسم 2014-2015 بالنظر لعدد المترشحين، فيما سجل ترشح شخص يبلغ من العمر 76 سنة بالمؤسسة العقابية البوني بعنابة. ويجتاز نزلاء المؤسسات العقابية ال3257 امتحان شهادة البكالوريا في خمس شعب أهمها شعبة الآداب والفلسفة )3138 مرشحا) في ظروف محكمة يؤطرها موظفو وزارة التربية الوطنية وفقا للاتفاقية المبرمة بين وزارتي القطاعين فيما تشرف المديرية العامة للسجون على توفير كل الظروف المادية والبشرية لإنجاح الموعد. وقال فليون في تصريح في هذا السياق، أن وزارة العدل سجلت تقدم 3257 مرشحا لدورة البكالوريا 2015-2016 منهم 100 امرأة فيما لم يتعد عدد الممتحنين الموسم الماضي ال2844 مرشحا أي بزيادة تفوق ال400 نزيل مفسرا الإقبال المتزايد على الامتحانات من سنة إلى أخرى بالنتيجة الإيجابية لسياسة إصلاح العدالة المنتهجة مند سنة 2003. وبخصوص التحضيرات للموسم القادم، أكد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج عزم مصالحه مضاعفة المجهودات من أجل تسجيل إقبال أكبر للمساجين على البرامج التكوينية والتربوية والتعليمية على اعتبار أنها أحسن علاج وذلك بإشراك عائلاتهم. تعرف نسب المشاركة والنجاح في كل امتحانات الأطوار التعليمية منذ موسم 2003 - 2004 تاريخ بداية تجسيد سياسة إصلاح العدالة منحى تصاعديا سيما منها الثانوي شهادة البكالوريا ، حيث انتقلت من 13 ناجح خلال دورة 1999 بنسبة نجاح 9.75 بالمئة إلى 1513 ناجح أي بنسبة تقدر ب63.68 بالمائة. لكن أهم محطة -يقول فليون- كانت مع دورة 2003-2004 تاريخ بداية تجسيد سياسة إصلاح العدالة وبداية قطف ثمار تلك السياسة حيث اقتربت لأول مرة من عتبة ال50 بالمئة من الناجحين، مشيرا إلى ترشح خلال تلك الدورة 333 نزيل وهو الرقم الذي ارتفع من 69 مرشحا فقط سنة 1999 وتسجيل نجاح 151 أي بنسبة ال45.34 بالمئة. وبرر ذات المتحدث توقعات ارتفاع نسب النجاح أولا بالإقبال المتزايد، ما يفسر نجاح وزارة العدل من خلق الحافز والدافع النفسي للنزلاء من أجل النجاح والعودة لعائلته بشرف، حاملا معه شهادة بكالوريا، مشيرا إلى القيمة الغالية لهذه الشهادة لدى المجتمع الجزائري إلى جانب التحضيرات الجيدة طيلة الموسم الدراسي، حيث أشرف على تقديم دروس الدعم هذا الموسم 720 أستاذا. كما تكون الإجراءات التحفيزية التي تعمل وزارة العدل دوريا على إثرائها وترقيتها لبلوغ الهدف المنشود وهو تقويم سلوك المنحرفين والسماح لهم بالاندماج في المجتمع بعد انقضاء فترة عقوبتهم وتقديم الإضافة الإيجابية للمجتمع ومن ثمة تغيير الذهنيات ومحو آثار الجريمة لدى المجتمع التي عادة ما تبقى لصيقة بالجاني رغم انقضاء عقوبته. ويتعلق الأمر- يتابع فليون على سبيل المثال-- أنه بإمكان المؤسسة العقابية السماح للناجحين في شهادة البكالوريا من مزاولة دراستهم العليا صباحا في مدرجات الجامعية والعودة مساءا للمؤسسة مشيرا إلى أنه من بين العوامل التي تساهم في إقبالهم (النزلاء) البرامج التكوينية والتعليمية.