وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بأنه عقاب جماعي ودعا إلى إنهائه. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده داخل مدرسة تدير ها وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة غزة إن الحصار على غزة يخنق سكانها ويدمر اقتصادها ويعيق عمليات إعادة الإعمار فيها . وأضاف أن هذا الحصار هو عقاب جماعي ولابد من إنهائه وأن يكون هناك محاسبة على ذلك لافتا إلى أن الأممالمتحدة تقف دائما مع سكان غزة وهي تدرك صعوبات الحياة الشديدة التي يعيشونها . وذكر في هذا الصدد إلى نقص الكهرباء عن سكان قطاع غزة وحاجة 70 بالمائة منهم للمساعدات الإنسانية فيما أن نصف الشبان منهم عاطلون ولا أفق للمستقبل لديهم . وشدد الامين العام الاممي على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لأنه يولد الغضب واليأس ويزيد من احتمالات التصعيد للأعمال العدائية والذي من شأنه أن يزيد من معاناة الشبان في غزة . كما أكد على وجوب إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ عام 2007 قائلا يجب أن نتكلم بوضوح عن الصعوبات غير المقبولة التي يواجهها سكان غزة في ظل الإذلال والاحتلال والحصار لكن أيضا في ظل الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة . ودعا الى ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكومة ديمقراطية وشرعية واحدة تعتمد على القانون وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولية هذه المصالحة تبقى في يد القيادة الفلسطينية . وثمن بان كي مون جهود الدول المانحة في تمويل عمليات إعادة إعمار قطاع غزة لافتا إلى أن 90 بالمائة تقريبا من المدارس والمستشفيات تم إعادة إعمارها. وأشار إلى أن الكثير من المنازل التي دمرت في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014 تم إعادة بنائها لكن مازال هناك الكثير يجب أن يتم فعله على صعيد إعادة الإعمار. واعتبر أن الأهم هو بناء الحياة في غزة ومعالجة هؤلاء الذين عانوا مرارة الحروب وخلق فرص عمل وجزء من الحياة حتى يستقر السلام مع تأكيد وجود المحاسبة لمن قاموا بأعمال خارج العدالة . كما شدد على أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية كبيرة للعمل بجدية متواصلة من أجل إحلال السلام مؤكدا أن الأممالمتحدة ستعمل باستمرار من أجل مستقبل من دون احتلال وظلم وبديمقراطية ومن أجل دولة فلسطينية تعيش بأمن واستقرار بجانب دولة إسرائيل . ويجرى بان كي مون اليوم آخر زيارة تفقدية قصيرة في قطاع غزة لنحو ساعتين تشمل مبنى تابعا للأمم المتحدة للاجتماع بمسئوليه وأيضا المستشفى القطري لإعادة تأهيل الأطراف ومشروع صحي ومدرسة للاجئين الفلسطينيين. للإشارة تعتبر هذه الزيارة هي الأخير لبان كي مون إلى قطاع غزة حيث قاربت مدة ولايته على النهاية.
