سجلت ولاية أم البواقي، برسم الموسم الفلاحي الحالي، تطورا محسوسا في إنتاج العسل المصفى والذي وصل في نهاية حملة الجني 148 قنطارا مقارنة بسنة 2015 التي تحقق خلالها محصول ب130,09 قنطار، حسبما أفاد به مدير المصالح الفلاحية بالنيابة، علي فنازي. وأضاف نفس المسؤول، بأن هذه الزيادة في الإنتاج تعود إلى الظروف المناخية الجيدة خلال فصل الربيع الماضي الأمر الذي ساعد على تحقيق زيادة ب 18 قنطارا مقارنة بسنة 2015. لكن ذلك يبقى دون مستوى الإنتاج المحقق سنة 2009 حيث وصل فيها المحصول إلى 153 قنطارا، حسبما ذكر به مدير المصالح الفلاحية، واستنادا لنفس المصدر، فإن عدد مربي النحل يصل حاليا عبر ولاية أم البواقي إلى 269 مرب مقابل 233 خلال سنة 2011 مما يفسّر الإقبال الحاصل نسبيا على الاستثمار في هذه الشعبة الفلاحية رغم أن غالبية مربي النحل يمارسون أنشطة أخرى رئيسية، على غرار زراعة الحبوب وتربية المواشي. من جهته، أوضح مربي النحل (ش. ع) من بلدية عين الدبس، التي تشتهر بكثرة مروجها وطبيعتها شبه الجبلية، أن نشاط تربية النحل ليس بالأمر الهين، إذ يتطلب معرفة علمية ومهارات ما يستدعي، حسبه، توعية المربين وتكوينهم باستمرار من خلال دورات تدريبية وتأهيلية من طرف مختصين لتمكينهم من التحكم بشكل أمثل في المسار التطبيقي لهذا النشاط وتوسيعه لزيادة الإنتاج. كما أشار إلى أنه، على الرغم من مساحة ولاية أم البواقي الشاسعة وقدراتها الطبيعية، إلا أن انعدام مربين محترفين أصلا وانعدام مشاتل لتربية النحل على أوسع نطاق جعل من عامل تطوير هذه الشعبة محدود نسبيا، رغم الدعم التي تقدمه الدولة لهذا النشاط من خلال برنامج الضبط والتنمية الفلاحية. ومع ذلك، فقد مكّن هذا البرنامج، من خلال منح العتاد المطلوب، من رفع عدد الخلايا بالولاية خلال حملة جمع العسل لهذا الموسم إلى 4620 خلية منها قرابة ال4 آلاف منتجة للعسل والبقية جديدة، وفقا لنفس المتحدث. مربون يدعون لتلقينهم المعارف العلمية والتطبيقية لتربية النحل وعلى الرغم من تذبذب إنتاج هذه الولاية من العسل بين موسم فلاحي وآخر، فإن ذلك يعود لأسباب مناخية بحتة، بحيث أن طبيعة هذه الولاية تعد في غير صالح توسع هذا النشاط لخلوها من الجبال المرتفعة، بخلاف منطقة الأوراس المجاورة، على غرار خنشلة وباتنة، فضلا عن انعدام مناطق مثالية لتربية النحل. كما أكد فلاحون ممن شاركوا في عديد التظاهرات الاقتصادية داخل الولاية وخارجها، أن النشاط الرئيسي لفلاحي الولاية هو إنتاج الحبوب الشتوية بالدرجة الأولى ثم تربية الماشية بالنظر إلى اتساع الأراضي الرعوية وانبساطها مما يجعلها أراضى مثالية لتربية الأبقار والأغنام، لذلك لم يولوا عناية أكثر لنشاط تربية النحل بالشكل المطلوب مما يجعل منه نشاطا ثانويا رغم مردوديته المالية العالية. وعن آفاق النهوض بهذه الشعبة الفلاحية لتؤدي دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر أرياف الولاية، يلح نحالون على وجوب إنشاء مشاتل خاصة بهذا النشاط و تكوين مربي نحل مختصين وتلقينهم المعارف العلمية والتطبيقية لتربية النحل ومدهم بمزيد من الخلايا.