لا يزال مشكل الجوع والحرمان من الأكل والغذاء يطوق حيوانات حديقة الحيوانات ببن عكنون بالعاصمة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولة قادتها لعين المكان، أين علامات الجوع بادية على وجوه الحيوانات والتي تتطلع يوميا للحصول على الأكل في جو يسوده صراع لأجل البقاء. حيوانات حديقة بن عكنون تصارع الموت تعاني أغلب الحيوانات بحديقة الحيوانات ببن عكنون من جوع حقيقي يكاد يقضي على حياتها، حيث أن أغلبهم يعاني الحرمان والجوع جراء غياب الغذاء اللازم الذي يكفيهم لسد رمقهم وحاجياتهم من الأكل، إذ أن مظاهر الجوع تبدو على محياهم من الوهلة الأولى للعيان والتي تبدو واضحة جدا، وذلك لما يقومون به من تصرفات وإيماءات تبيّن ذلك كالتفافهم على السياج أثناء مشاهدتهم للزوار أملا منهم في الحصول على لقمة يسدون بها الجوع، وهو ما أعرب عنه العديد من زوار الحديقة ل السياسي ، ومنهم رشيد الذي قال بأنه لاحظ أثناء زيارته للحديقة مظاهر الجوع التي تخيّم على الحيوانات كاقْترابهم من الأشخاص وانتظار بأن يقدموا لهم شيء يأكل، ويشاطره الرأي فوزي الذي قال في ذات السياق بأنه لاحظ خلال زيارته للحديقة مظاهر الجوع التي تعيشها الحيوانات بصفة عامة وتتخبط بها يوميا، ليضيف بأن هذه الحيوانات تكاد تنقرض لشدة الجوع الذي تعيش به. وقد أثار جوع الحيوانات وحاجتهم للغذاء استعطاف الزوار والأشخاص الذين يقصدون المكان، والذين صدموا بالأوضاع الذي تعيش بها هذه الأخيرة ليبادر الكثيرون في تقديم الأكل لهم ومساهمتهم ولو شيء بسيط عليه يقضي ولو قليلا على جوع الحيوانات ليقول سفيان في هذا الصدد بأنه قام في مرات عديدة بتقديم الطعام للحيوانات بحديقة بن عكنون، ليضيف بأن حالتهم أثرت فيه وخاصة أنهم يقومون بإيحاءات تنبئ بحاجتهم للأكل. ويشاطره الرأي طاهر الذي أضاف في ذات السياق بأنه طالما شاهد أشخاص يقدمون الطعام للحيوانات ويطعمونهم، وبأنه شاهد أيضا لهفة هذه الأخيرة على الطعام وتقربها من الأشخاص الذين يزورون المكان. ومن جهة أخرى، فإن هذه الحيوانات لا تحصل على طعامها إلا بمعدل مرة واحدة في اليوم -حسبما أطلعنا عليه وحيد أحد العاملين بالحديقة- وهو ما يجعل الحيوانات جائعة طوال اليوم وتتطلع إلى المزيد لكن دون جدوى، حيث أن القائمين على إطعامهم يوزعون الطعام مرة كل يوم وبنسبة ضئيلة لا تكاد تسد رمقهم وتشبع جوعهم. ومن جهة أخرى، دفع الأمر ببعض الحيوانات العشبية إلى التغذي على الأعشاب والمخلفات التي بالأرض، وهو ما يضر بصحتها ويعرضها للخطر أكثر، إذ أن أغلبها وجد من البلاستيك والبقايا الغذاء المناسب لها في ظل غياب غذاء حقيقي يغنيهم عن ذلك، وهو ما أطلعنا عليه رفيق ليقول في هذا الصدد بأنه طالما لمح حيوانات تقتات على الأرض وبصفة مستمرة طيلة فترات اليوم، وبأن أغلب هذه الحيوانات تقتات على البلاستيك والمخلفات التي بالأرض والأشياء التي يلقي بها الزوار أو ما تقوم بقذفه الرياح والقاذورات التي بأوكارها. من جهة أخرى وما زاد الأمر سوءا وفاقم شعور الحيوانات أكثر بالجوع وحاجتهم للغذاء، هو تزامن فصل الشتاء والذي يزيد الرغبة في التغذية حيث يضاعف الجوع لدى الحيوانات لبرودة الطقس الشديدة، إذ يحتاج الحيوان لأغذية أكثر بحكم برودة الطقس، وهو ما أطلعنا عليه جمال ليقول في هذا الصدد بأنه ومع برودة الطقس الشديدة لاحظ اشتداد رغبة الحيوانات في الأكل أكثر، ليضيف المتحدث بأنه شاهد أغلب الحيوانات تكافح وتتطلع للحصول على الغذاء والأكل يوميا دون جدوى، وشكّل الأمر معاناة حقيقية للحيوانات والتي تصارع الجوع لأجل البقاء دون أن تستطيع التعبير بذلك وطلب حقوقها سوى بطريقة التفافها حول السياج المحيط بوكرها أو عن طريق تقربها من الأشخاص الذين يزورنها والإيحاء بمدى حاجتها للأكل والغذاء، ليبقى الأمر حبيسا بين الحيوان وذاته إذ أن لا أحد يكترث بذلك مع هطول الأمطار وتضائل عدد الزوار للحديقة، والتي تبقى أمل الحيوانات الوحيد في الحصول على بعض الغذاء في ظل النقص في تزويدهم من طرف القائمين على هذه الأخيرة.
