أكد مشاركون في ندوة تحسيسية حول المخدرات والتهريب انتظمت بتلمسان، أن العمل الردعي لا يكفي في محاربة التهريب وتعاطي المخدرات ما لم ترافقه عمليات التحسيس والتوعية الشاملة والعميقة. وأوضح المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الشعبي الولائي، أن هذه العمليات التحسيسية ينبغي أن تبرز الأخطار الفتاكة المترتبة عن تناول هذه السموم وتكشف الأضرار التي يسببها على السلامة العقلية والبدنية للإنسان وعلى النسيج الاجتماعي. كما دعا المشاركون من ممثلي الأجهزة الأمنية الشرطة والدرك والجمارك والصحة والتربية والسلك الديني والجمعيات، إلى تجنيد المجتمع المدني وتكثيف جهوده على مستوى الفضاءات الشبانية لخلق برامج ونشاطات متنوعة هادفة، تساهم في القضاء على الفراغ واليأس وتوجيه الشباب إلى ما يشجعهم على ترشيد طاقاتهم وحيويتهم إلى ما فيه خير لهم كالبحث عن المعرفة والثقافة وممارسة الرياضة ملحين على ضرورة تفعيل البرامج التي تبنتها الدولة لامتصاص البطالة وتشجيع الاستثمار عن طريق الاستفادة من مختلف أجهزة دعم التشغيل. وبعد الدعوة إلى الإسراع في إنشاء مركز طبي نفساني يعنى بالتكفل الصحي للمدمنين وإعادة إدماجهم في المجتمع، أوصى المتدخلون كذلك بعملية الردع إزاء تجار السموم و ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المتاجرة بأرواح الأبرياء من مهربين و مروجين الذين يبحثون عن الربح السريع على حساب الصحة العمومية والاقتصاد الوطني . كما اعْتبر بعض المشاركين أن هذه الآفة الاجتماعية يمكن أن تتسع لتصل إلى الجريمة المنظمة والإرهاب وتبييض الأموال والتهريب عبر القارات التي تهدد أمن واستقرار كل دولة. ومن جهته، حيا والي تلمسان ساسي أحمد عبد الحافظ الأسلاك الأمنية المختلفة التي تسهر على مكافحة المخدرات في الميدان، معتبرا الأسرة هي الخلية الأساسية والأولى في طليعة هذه المعركة ثم المؤسسات التعليمية والجامعة ودور الشباب والمسجد. وحسب رئيس المجلس الشعبي الولائي شايف عكاشة، فإن هذا اللقاء الذي أعقب سلسلة من الندوات حول نفس الموضوع بحضور كل الفاعلين من مختلف الهيئات المعنية بمحاربة ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات بأنواعها يرمي إلى تقييم ما تم التوصل إليه في مجال التحسيس وتوحيد الاستراتيجية لمحاربة تعاطي المخدرات والإدمان عليها والإتجار بها.