تظل تبحث صناعة الفخار التقليدية، التي تم عرض عينات منها في الصالون الأول للإبداع الثقافي والشعبي والحرفي بقسنطينة، الذي اختتم يوم السبت بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ، عن آفاق لتثمينها، حسبما أجمع على قوله معظم الحرفيين الذين عرضوا أعمالهم. فصناعة الفخار التي تميز منطقة القبائل بألوانها الزاهية وكذا تلك التي تشتهر بها صحراء الجزائر ذات الأشكال الأصيلة واللون الأسود إلى جانب الصناعة الفخارية لمنطقة الأوراس ذات الديكور الثري تضاف إليها تلك المميزة لجبال النمامشة ذات الاستعمالات المختلفة في الحياة اليومية أو للديكور قد تزاحمت بها أجنحة المعرض. ويتعلق الأمر بعينات متنوعة لصناعة الفخار التقليدية ضمت أوان للمطبخ و أخرى للديكور التي بيعت بأسعار مقبولة تراوحت بين 100 و2500 دج حسبما أكده عبد المالك بوبكر، أحد الحرفيين العراضين قدم من الجزائر العاصمة. وقال هذا الحرفي: لقد تمكنت من تسويق جميع منتجاتي التي عرضتها، كما تلقيت طلبيات سألتزم بتلبيتها في الأيام المقبلة . من جهته، رأى عاشور بوعكاز، حرفي من مدينة ذراع الميزان بتيزي وزو، أن الإقبال الملفت للزوار من قسنطينة و كذا آخرين من ولايات مجاورة، على غرار ميلة وأم البواقي على هذا المعرض قد ساعد على رفع رقم أعماله خلال هذه التظاهرة. وقال في هذا السياق: كل منتجاتي الفخارية قد بيعت ، لكن هذين الحرفيين طرحا بالمقابل غياب فضاءات ملائمة للعرض والتسويق ما يعيق -حسبهما- تطوير وترقية هذه الحرفة التقليدية. وأكد بوبكر في هذا السياق، بأن الكثير من حرفيي صناعة الفخار يسوقون حاليا منتجاتهم على حواف الطرقات أو انطلاقا من منازلهم مشيرا إلى أن هذا النشاط الحرفي يتوفر على كل الأوراق الراحة من خلال وفرة المادة الأولية. ويرى بوعكاز أن تهيئة فضاءات لبيع منتجات صناعة الفخار التقليدية في كل مدينة من مدن البلاد من شأنه أن يعطي دفعا لهذا النشاط الحرفي. وأشار إلى أن صناعة الفخار وبكل تنوعها وثرائها تعكس تراثا فنيا وثقافيا لعديد مناطق البلاد. كما تعبر هوية قبل أن تكون مصدرا لكسب المال وأن ترقيتها من شأنها أن تضمن ديمومة لحرفة موروثة عن الأجداد. وقد شارك أزيد من 60 حرفيا مختصا في مختلف الصناعات التقليدية قدموا من 20 ولاية من البلاد في الصالون الوطني الأول للإبداع الثقافي والشعبي والحرفي بمدينة الجسور المعلقة وذلك طيلة أسبوع بمبادرة للجمعية المحلية القلعة بالتعاون مع مديريتي الثقتفة والسياحة والصناعة التقليدية وغرفة الصناعة التقليدية والحرف والمجلس الشعبي البلدي لقسنطينة.