يواصل الجيش السوري تحقيق الانتصارات على الأرض، حيث تمكن قواته بين السبت والأحد من السيطرة على كامل الريف الغربي لمحافظة دير الزور بشرق سوريا، بعد أن سيطرت أمس على مدينة معداني وهذا وسط حراك دبلوماسي كثيف بغرض حسم الوضع سياسيا. واستنادا لآخر التطورات على الأرض، أفادت تقارير إخبارية بأن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه سيطروا بالكامل على ريف دير الزور الغربي، ظهر السبت بعد انسحاب ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي باتجاه ريف الرقة الشرقي، موضحة أن وحدات من الجيش السوري بسطت سيطرتها الكاملة على قريتي معدان عتيق ومظلوم بريف دير الزور وذلك في إطار عملياتها المتواصلة لاجتثاث التنظيم الإرهابي المذكور. وقد تمكنت وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة من تنفيذ عمليات نوعية ضد من تبقى من إرهابيي تنظيم (داعش) في الريف الغربي وأحكمت خلالها السيطرة على قرية معدان عتيق وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة العديد من إرهابيي التنظيم وهي تتابع تقدمها باتجاه مدينة معدان التي تعد أحد أكبر تجمعات الإرهابيين في ريف الرقة الشرقي. وعلى الضفة الشرقية من نهر الفرات، فرض الجيش بالتعاون مع الحلفاء سيطرته بالكامل على قرية مظلوم وعلى بعض النقاط في بلدة خشام بعدما أحكمت امس سيطرتها على قرى حلبية وزلبية والقصبي وعلى المواقع الأثرية فيها في ريف دير الزور الغربي بعد تدمير آخر تجمعات وتحصينات تنظيم (داعش) فيها. وفي السياق ذاته، حشدت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية، عناصرها في تلة الحجيف غرب دير الزور، استعدادا لاقتحام قرية محيميدة بعدما سيطرت على حقل كونيكو للنفط والغاز. وجاءت هذه الانتصارات تباعا عقب إعلان الجيش السوري في التاسع من سبتمبر الجاري فك حصار دام ثلاث سنوات على المطار الذي يقع غرب المدينة. ويخوض الجيش السوري عملية عسكرية كبيرة منذ ماي الماضي لفك الحصار عن مدينة دير الزور، انطلاقا من الصحراء السورية في الريف الشرقي لمحافظة حمصي بجانب هجوم آخر شنه في الريف الجنوبي لمحافظة الرقة شمال سوريا. وتمكنت قوات الجيش التي تقدمت من جنوب الرقة مطلع الشهر الجاري من كسر حصار فرضه التنظيم المتطرف على مدينة دير الزور منذ مطلع عام 2015، كما تمكنت هذه القوات مجتمعة من كسر حصار (داعش) على مطار دير الزور العسكري، بعدما أطلقت عملية عسكرية تحت اسم وثبة الأسد لتحريره . حراك دبلوماسي مكثف لحسم الوضع سياسيا بالموازاة مع ذلك، يعمل المجتمع الدولي على حسم الوضع في سوريا سياسيا، من خلال حراك دبلوماسي مكثف، كان آخرها محادثات (أستانا 6)، أين أكدت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا (روسيا وإيران وتركيا)، تجديد التأكيد على التزامها القوي باستقلال وسيادة ووحدة الأراضي السورية، وتوصلت إلى اتفاق بشأن مناطق تخفيف التوتر بما فيها مدينة ادلب. وأشار البيان الختامي لمحادثات (أستانا 6) إلى أنه تم تشكيل مركز تنسيقي ثلاثي (إيراني، روسي وتركي) لتجنب الأحداث في مناطق تخفيف التوتر في سوريا، وأن هذه المناطق ستقام لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد، مشيرا إلى أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية أكدت عزمها على محاربة الإرهاب في سوريا سواء داخل مناطق تخفيف التوتر أو خارجها. كما أكد البيان على أن الوضع في سوريا تغير بشكل كبير منذ بدء المباحثات في أستانا قبل 8 أشهر وأنه من الضروري مواصلة مسار أستانا، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أن لقاء أستانا القادم سيعقد في نهاية شهر سبتمبر الجاري. ومن هذا المنطلق، دعت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، جميع من يريدون السلام لسوريا إلى المشاركة في دفع عملية السلام تحت قيادة الأممالمتحدة، ودون فرض أية شروط مسبقة. وفي كلمة خلال فعاليات الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك المنعقدة حاليا، قال لفروف ان التوصل لأربع مناطق لخفض التوتر والتصعيد في سوريا خلال اجتماع استانا الذي عقد في 14 و15 من شهر سبتمبر الجاري خلّف ظروفا لتحقيق تقدم بشأن تنفيذ القرار رقم 2254 على أساس الحوار المباشر بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيرا إلى أن التطورات الحالية في سوريا تدعو إلى التفاؤل الحذر. من جهتها، أعربت الصين على لسان وزير خارجيتها، وانغ يي، عن أملها في أن تتمكن الحكومة السورية والفصائل المختلفة من تسريع عملية التسوية السياسية للقضية السورية تحت إشراف الأممالمتحدة، والعمل على استعادة الاستقرار للوضع الداخلي في أقرب وقت. ونوه خلال لقاء جمعه مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على هامش الدورة، بالتطور الإيجابي في الأوضاع في سوريا والفرص المتاحة الآن لتسوية القضية، مؤكدا ثبات الصين على موقفها بأن القضية السورية يجب أن تحل سلميا من خلال عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم.