بعد أن حاصرني المصريون سقطت في قبضة التهميش و المشاكل ببلادي تعرض خريج ألحان وشباب في 1992 المطرب حسين الجزائري للسرقة الفنية و المؤامرات و الإشاعات على يد مجموعة من الفنانين بمصر يتصدرهم كما قال عمرو دياب الذي أصيب بالفزع ،عندما سمع صوته و اكتشف قدراته على أداء مختلف الطبوع الشرقية و الجزائرية و الغربية و خشي أن ينافسه في عقر دياره فأعلن عليه الحرب، و رغم التقائه بالراحلة وردة الجزائرية التي اعتبرها طوق النجاة بأرض الكنانة، إلا أن الحظ لم يحالفه لتجسيد مشروع فني معها،فاضطر للعودة في 2009 إلى أرض الوطن على أمل أن يجد مكانا له في الساحة الغنائية إلا أنه وجد نفسه في قبضة التهميش و البطالة و المشاكل المادية و الاجتماعية و لم يتمكن لحد اليوم من طرح أغنياته الجديدة بالسوق. مطرب «عزيزة» الأغنية التي اشتهر بها كثيرا ببلادنا، أوضح في اتصال بالنصر ،بأنه شارك في ألحان و شباب بأغنية «على بلد المحبوب» لأم كلثوم و كان على وشك تجسيد مشاريع غنائية مع الفنان محمد عنقر، لكنه سافر إلى المغرب و لم يجد بعد ذلك الدعم و التشجيع، فقرر في 1995 وهو في ال 24 من عمره أن يترك دراسته بمعهد اللغة و الأدب الفرنسي بجامعة الجزائر و يبحث عن النجاح الفني في مصر، و كانت الخطوة الأولى هناك كما قال السعي لصقل موهبته بدراسة الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة و الاحتكاك بالوسط الفني. و أضاف بأنه فرح كثيرا عندما تعرف على شقيق الراحلة وردة الجزائرية مسعود فتوكي و التقى بها لاحقا ،فكان لقاء العمر بالنسبة إليه لأنه يعشق فنها و أسمعها صوته و غناءه فطلبت منه ألحانا و عرضت عليه المساعدة ،لكن الحظ لم يحالفه معها و مع غيرها.ذكر محدثنا بمرارة تجربته مع الفنانة يسرا فقد كلفتها منظمة اليونيسيف بأداء أغنية تدعو للسلم و المحبة فكتب لها وليد الشاعري «خلي الناس تحب» بالعربية و الانجليزية و عرضت شركة إنتاج سعودية عليه أن يكتب الأغنية بالفرنسية، مقابل أدائها مع يسرا و وافق و تم تسجيلها مع يسرا بالأستوديو ،لكن لدى بثها في التليفزيون ظهرت يسرا و هي تؤديها لوحدها باللغات الثلاث وحذف الجزء الذي أداه بصوته و كذلك اسمه من الجنيريك و أدرك أن كل ما حدث تمثيلية لاستغلاله لا غير.و يعتبر ابن ولاية برج بوعريريج المطرب عمرو دياب أكبر خدعة و خيانة في حياته،فقد استقبله كما قال ببيته رفقة الشاعر الغنائي عادل عمر و طلب منه أن يؤدي أغان جزائرية و قام بتسجيلها ،ثم أدى أمامه أغنيته الجديدة آنذاك «بعدين معاك»التي سجلها مع الملحن الليبي حميد الشاعري و لم يلبث أن فوجيء بعمرو يضمها إلى ألبومه «ليلي نهاري» بصوته.و لم يتوقف عند هذا الحد بل حاصره بالإشاعات المغرضة و العراقيل لأن موهبته و قدرته على الغناء بالفرنسية و الانجليزية و مختلف الطبوع الجزائرية تذكره بالشاب خالد.و لم يتفطن في البداية بأن الليبي حميد الشاعري الذي كان يعتبره صديقا مقربا هو الذي سيجني عليه مجددا عندما باع أغنيته «ياحبيبي» للمطرب فضل شاكر الذي ضمها لألبومه «سهر الليالي». و أضاف حسين بأنه وقع عقد احتكار مع شركة ميغاستار للإنتاج الفني و هي سعودية يسيرها مصريون تعامل معها صابر الرباعي و ذكرى و يسرا و غيرهم.و قد تم استغلاله بموجب بنود هذا العقد دون أن يستطيع التملص.فطلب منه المسيرون كتابة و تلحين أغنية جزائرية فأدى «مرة إيه و مرة لا لا»و ضمتها الشركة لكوكتيل غنائي نشر بالبلدان العربية و عبر الانترنيت غنى فيه حميد الشاعري و محمد الحلو و عمرو دياب و ذكرى.و بموجب العقد رافق سميرة سعيد كصوت ثانوي أو كورال في أغنيتيها «ع البال»و «روحي»لكنه رغم كل شيء استطاع أن يحقق نجاحا باهرا بأغنية «عزيزة»من توزيع الملحن محمد مصطفى زوج شيرين السابق.و يجمع برصيده أغنيات جميلة أخرى مثل «ألف ليلة»و»بالتفصيل «و «يا نجمة»و «الأمر لله» و «ليل الهوى»و «ياويلي»وغيرها. بعد عودته إلى مسقط رأسه التقى بمغني السطايفي و الموزع الموسيقي الشاب منير و حاولا أن يتعاونا معا لانجاز ألبومات جديدة لكن عدم توفر الإمكانيات، حال دون ذلك .حسين يقول اليوم بأن الغناء رغم كل شيء جميل و راق و لن يتخلى عنه لكنه يتمنى أن يجد فرصة بوطنه ليثبت قدراته و يتجاوز ظروفه الصعبة .