رموز بربرية على لوحات فنية بعيدان الثقاب يطمح الفنان التشكيلي هناد يوسف لعرض لوحاته الفنية، التي يبدعها باستعمال عيدان الثقاب (الكبريت) كمادة أولية ، في كل ولايات الوطن، قبل نقلها إلى خارج الجزائر للمشاركة في معارض دولية، وقال ابن بلدية واضية في تيزي وزو في لقائه مع النصر، بأن أفكاره يستلهمها من الرموز المنقوشة على الأواني الفخارية ،حيث يدفعه الفضول إلى البحث عن معاني تلك الرموز، و التعمق فيها للوصول إلى مغزاها الحقيقي وقد اختار وسائل بسيطة للمحافظة عليها. هناد يوسف المنحدر من عائلة فنية التقت به النصر، على هامش مشاركته في أحد المعارض المقامة مؤخرا بتيزي وزو،حيث لقيت لوحاته إعجابا و إقبالا كبيرين من طرف عشاق كل ما هو تقليدي لاسيما و أنه يُعتبر أول من فكّر في نقل الرموز البربرية التي تحاك على الزرابي وتلك التي تزين الأواني الفخارية والبيوت القبائلية التقليدية، لتجسيدها على لوحات تعكس الموروث الثقافي، لمنطقة القبائل، وهدفه من ذلك ،حسبه، هو الحفاظ على كل ما هو تقليدي تعب من أجله الأجداد. بالرغم من أنّه فتح عينيه على الفن، وأحب هذا المجال منذ الصغر، إلا أنّه انطلق في تجسيد لوحاته الرائعة، منذ أربع سنوات، ويسعى لتطوير هذا النوع من الفن، حيث أن لديه العديد من اللوحات، المختلفة الرموز والمعاني، وقد اجتهد لإبراز تلك المكتسبات التقليدية، و يرفض لحد الآن بيعها ،قبل أن تجوب ربوع الوطن، و يسجل إبداعاته بالديوان الوطني لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة، مضيفا بأنه يكسب قوت يومه مما تصنعه أنامله ،بالرغم من إدراكه بأن الفن التشكيلي في بلادنا أمر يصعب على الفنان اتخاذه كمهنة له لتأمين مستقبله و كسب قوته. عن المدة التي يستغرقها في انجاز لوحة واحدة، قال محدثنا ، بأن الوقت يختلف من لوحة لأخرى، ليس بالنظر إلى حجمها أو لنوع الرموز التي يستعملها فيها ،بل لأنه يبدع، حسب الإلهام ، فكلما راودته فكرة ،يقوم بتجسيدها على اللوحة، كما أن كل عمل يتطلب منه الصبر والدقة والتركيز الجيد، لأنه يمر بالعديد من المراحل و يحتاج إلى الصبر الطويل للوصول إلى تلك التحف ، و لا تزال أمنيته الحفاظ على تلك الموهبة، و توصيلها للأجيال الصاعدة لحمايتها من الاندثار والزوال. ويأمل محدثنا أن يدخل أكبر موسوعة للفنون التشكيلية العالمية، ويحجز لنفسه مكانا، ليشرف الجزائر بأعماله التي ينفرد بها، حيث قال:"رغم الإمكانيات المتوفرة في الجزائر، فان السلطات عاجزة على أن تقدم للفنان التشكيلي، ما يحتاجه كي يصل إلى أبعد الحدود وينطلق نحو العالمية. لو كانت هناك مساهمة من السلطات، لتمكننا من بلوغ أعلى الدرجات في بلادنا" .