قدم سهر أمس السبت بسينماتيك ببشار العرض الأولي للفيلم الوثائقي "المنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية" للمخرج العربي لكحل وذلك بحضور صحفيين وجامعيين وشخصيات ثقافية. ويحمل العرض الذي دام 70 دقيقة نظرة شاملة عن مختلف مراحل إنشاء وتأسيس مختلف الهياكل السياسية والعسكرية للمنطقة الثامنة للولاية الخامسة التاريخية وكذا التعريف بالمناضلين السياسيين ورؤساء القيادات العسكرية الذين خاضوا الكفاح السياسي والعسكري ضد الاستعمار الفرنسي بالجهة. ويستعرض الفيلم الوثائقي الذي تم انجاز العديد من مقاطعه باعتماد تقنيات الانفوغرافيا مختلف الأحداث السياسية والمعارك التي قام بها عناصر الجيش الوطني الشعبي ضد المحتل بالجنوب الغربي للوطن خلال حرب التحرير الوطني. وتطلب انجاز هذا الفيلم الوثائقي الذي كتب السيناريو الخاص به المخرج نفسه 10 ديكورات خارجية و7 داخلية و إجراء 89 لقطة ومقطع يبرز مختلف مراحل إنشاء الهياكل السياسية والعسكرية للمنطقة الثامنة ومختلف المعارك التي خاضها جيش التحرير الوطني ضد قوات الاستعمار الفرنسي بالمنطقة على غرار " العرق الغربي الكبير " (15 أكتوبر 1957) و " جبل بشار" (27 مارس 1960) حيث سقط شهيدا العقيد لطفي مع أربعة من رفاقه كما ذكر العربي لكحل. وتطلب هذا العمل السينمائي المنجز في 2013 في ظرف سبعة أسابيع عبر العديد من ولايات الجنوب الغربي للوطن والذي شارك في إنتاجه وزارة الثقافة في إطار خمسينية الاستقلال الوطني توظيف 150 وجها فنيا و العديد من الحرفيين المحليين لصناعة الإكسسوارات وغيرها من الأشياء الخاصة بالحياة اليومية للسكان ولجيش التحرير الوطني والجيش الاستعماري. وساهمت ولاية وبشار وكذا وزارة الدفاع الوطني في إنجاح تصوير هذا الفيلم الوثائقي الذي يندرج في إطار مساهمة السينما الوطنية وتسليط الضوء على حلقة مهمة من كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية و الانعتاق. ولعبت المنطقة الثامنة التاريخية التي أنشئت عقب مؤتمر الصمام (20 أوت 1956) دورا بارزا في تنظيم الكفاح السياسي والمسلح بالجنوب الغربي للوطن إضافة إلى تدعيم وحدات جيش التحرير الوطني على مستوى الحدود الجنوبية لتحرير البلاد كما أشار إليه المخرج الذي سبق له وأن أنجز وأنتج العديد من الأعمال المشابهة. ومن بين هذه الأعمال "ملحمة الجنوب الغربي" و "تاريخ المناجم الجزائرية" التي أعادت تدوين جزء كبير من كفاح عمال المناجم بالقنادسة (18 كلم جنوب شار) إبان الحقبة الاستعمارية.