قدم مساء يوم الأربعاء بقاعة محمد زينات بالجزائر الشريط الوثائقي "وردة في ساحة التاريخ " لسعد الدين قويدري في عرض أولي أمام الجمهور في إطار الأنشطة السينمائية للقاعة المبرمجة بمناسبة الذكرى ال 60 للاندلاع الثورة التحريرية. يقدم الشريط على مدى ساعة و 40 دقيقة من الزمن صور تخلد لحظات هامة من مسار حزب الطليعة الاشتراكي الجزائري (باكس) المتمثلة في أول مؤتمر له بعد خروجه الى العلن في ديسمبر1990 . وقد عقد المؤتمر بالقاعة البيضاوية بالمركب الاولمبي بحضور أكثر من 700 شخص من مندوبي الحزب ومدعوين و الذي شكل حدثا مميزا في تلك الفترة التي عرفت حراكا و تغيرات كبيرة في المشهد السياسي الجزائري. ترك المخرج الحرية المطلقة لكاميراته لالتقاط لحظات هامة من حيثيات ذلك المؤتمر الذي تواصلت اشغاله من 13 الى 17 ديسمبر بعيدا عن اي توجيه للنقاش و المداخلات. وتعاقبت على الشاشة الكثير من الشخصيات و الوجوه النافذة في الحزب كما أعطيت الفرصة ايضا لمناضلي القاعدة لإبداء أرائهم . و كانت الصور تنتقل بكل عفوية من شخص لاخر و من موضوع لثاني دون حرج . واعتبر المخرج الذي اعتمد في فيلمه المنجز في مارس 2011 على مادة دسمة تتمثل في 8 ساعات من التصوير لأشغال المؤتمر "انه حان الأوان بعد مضي أكثر من 20 سنة عن الحدث ان يقاسم هذه الصور مع الجمهور خاصة و انه كان من الصعب في السنوات السوداء التي مرت بها الجزائر انجاز الشريط". استعاد الحضور و الذين كان من بينهم من عايش الحدث بكثير من التأثر ذكريات تلك الأيام حيث استمعوا الى تسجيلات صوتية لشخصيات بارزة في الحزب من بينهم صادق هجرس و الهاشمي شريف و جلول ناصر و ماحي . كما استمعوا أيضا لأشعار كل من فوضيل و فواد و قد استلهم المخرج عنوان شريطه من احد أشعار هذا الأخير. ومن بين اللحظات المؤثرة في الشريط تلك الصور التي يظهر فيها مناضل الباكس عبد الحميد بن زين و هو يردد قصيدة " 11 ديسمبر 1960 " لبشير حاج علي احد زعماء الحزب و كانت الكاميرا ترجع من حين لآخر لتظهر الأجواء داخل القاعة . وسمح الشريط للجمهور من اخذ صورة عن نضال الجزائريين السياسي و النقابي منذ مطلع القرن العشرين عبر شهادات من عاشوا تلك الأوضاع . وفي تجول للكاميرا ظهرت وجوه كثيرة معروفة غيب الموت الكثير منها على غرار الفنان التشكيلي الكبير محمد خدة . ويذكر ان الشريط لم يقدم اي تعليق مكتفيا بنقل أراء و شهادات المؤتمرين. وعن تأخر عرض الفيلم الى غاية اليوم أوضح المخرج سعد الدين قويدري و هو مصور و محقق انه رغم جهوده لم يتمكن من الحصول على ترخيص من قبل حيث طلب منه ان يجد موزعا للفيلم .