دعا مؤرخون في إطار الطبعة ال19 لصالون الجزائر الدولي للكتاب إلى استغلال الكتابات المنشورة في أوروبا و الجزائر خلال حرب التحرير الوطني من أجل فهم أكبر "للبعد السياسي" للكفاح من أجل الإستقلال. و أكد هؤلاء المؤرخون و الجامعيون لوأج أمس الخميس في إطار هذه التظاهرة الثقافية على أهمية هذه الكتابات في تجنيد الشعب حول الثورة معتبرين أن هذا البعد السياسي "لم يتم إعطاؤه ما يستحق من أهمية" بالنظر إلى الجانب العسكري الذي نال حظه الوافر في كتابة و تعليم التاريخ. و اعتبرت المؤرخة الجزائرية مليكة رحال أن هذه المصادر من كتب و مقالات صحفية و منشورات و أرشيف تحمل معلومات عن التكامل الموجود بين "التعبئة السياسية" و "الكفاح المسلح" من أجل استرجاع السيادة الوطنية داعية إلى ضرورة الإهتمام بهذه الكتابات الشاهدة على النشاط النضالي و التحسيسي إبان حرب التحرير الوطني. أما المؤرخ رشيد خطاب فتأسف لنقص الإهتمام بالبعد السياسي و المعنوي للثورة الجزائرية مقارنة بالجانب العسكري و اعتبر أن تهميش هذا البعد في الكفاح من أجل الإستقلال يعني حرمان الشعب الجزائري من "إرث سياسي" هام في تاريخ الجزائر. و قد جاءت هذه التدخلات خلال ندوتين نظمتا على هامش الصالون إضافة إلى تدخلات أخرى للمجاهدين علي هارون و صادق هجرس. و تساءل السيد علي هارون رئيس سابق لفدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا و وزير سابق عن مصير الأرشيف التابع لمنظمته (منشورات و بيانات و تقارير صادرة من مختلف الولايات) الذي أرسل للمجلس الوطني للثورة الجزائرية و الذي "اعترضه الجيش الجزائري سنة 1962 عند الحدود التونسية". أما السيد صادق هجرس الذي كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الجزائري خلال حرب التحرير ثم معارضا سياسيا بعد الإستقلال فتطرق إلى كتابات الحزب المؤيدة للإستقلال و التي تم تخريبها بعد 19 جوان 1965. كما تطرق المشاركون إلى دور الصحف و المجلات و الناشرين في فرنسا في تحسيس الرأي العام الفرنسي و الأوروبي بالقضية الجزائرية. تتواصل فعاليات الصالون الدولي للكتاب (سيلا) إلى غاية 8 نوفمبرالمقبل بقصرالمعارض سافكس (الصنوبرالبحري) بالعاصمة.