مخيم ولاية بوجدور للاجئين الصحراويين - أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، خطري أدوه، مساء أمس الأربعاء بمخيم ولاية "بوجدور" لللاجئين الصحراويين بأن المجلس طيلة ما يربو عن أربعة عقود من الزمن راكم تجربة هامة في مجال الدفاع عن القضية الصحراوية العادلة. وأشاد السيد خطري لدى تنشيطه لندوة صحفية بمناسبة الذكرى ال 39 لتأسيس المجلس الوطني الصحراوي بأن هذه المؤسسة الدستورية لعبت دورا محوريا في مجال التعبير عن الضمير الوطني الصحراوي و في مجال تأطير الإرادة الصحراوية نحو هياكل ومؤسسات الدولة و في مقدمتها جبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي . وأكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي بأن هذا المجلس إستطاع أن يخوض تجربة لابأس بها في مجال بناء مؤسسات الدولة الصحراوية بالرغم من صعوبة المواجهة و تحديات حرب التحرير و بالرغم من أن الشعب الصحراوي إنطلق في كفاحه من قاعدة إنعدام التكافؤ مع الطرف المغربي . وقال السيد خطري أدوه بأن الشعب الصحراوي قرر السير نحو التصدي و بذل جهد في مجال بناء الإنسان الصحراوي و المؤسسات الصحراوية و بذل جهدا في توظيف الزمن بإتجاه تنظيم حياة الشعب الصحراوي سواء بمخيمات اللاجئين أو بالمناطق المحتلة . وقال "بأن هناك ما يكفي من تجربة المجلس للإستمرار في هذا المسار بشكل طبيعي عند الحصول على إستكمال سيادة الدولة على ترابها الوطني". وبالمقابل أشار إلى أن السلطات الصحراوية تعمل وفقا لدستور الدولة و هذا شيء هام في ترسيخ ثقافة المشاركة الجماهيرية الواسعة في توطيد ثقافة الديمقراطية و فتح الفرص و إعطاء الأهمية لشرائح مهمة في المجتمع على غرار المرأة و الشباب. وأشار من جهة أخرى إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يكون في إدراك مهم جدا لما وصلت إليه القضية الصحراوية طيلة 39 سنة من الغزو المغربي الضالم، حيث برهن الشعب الصحراوي على أنه مصمم على مواصلة الكفاح و متمسك بحقه في تقرير المصير والإستقلال و بناء دولته المستقلة و ملتف بالكامل حول ممثله الشرعي و الوحيد و هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. وأكد المسؤول الصحراوي خلال هذه الندوة التي حضرتها وسائل إعلام صحراوية و جزائرية أن المغرب حاول طيلة هذه المدة أن يخترق الوحدة الفولاذية التي نسجها الصحراويون والصحراويات حول أهدافهم الوطنية و حاول أن يخلق من ضمن الجسم الصحراوي عضوا خارجا عن نسق البناء موالي له و يمكن أن يعول عليه لكنه فشل فشلا ذريعا. وعبر من جهة أخرى خطري أدوه بأنه لا يمكن التوصل إلى حل للقضية الصحراوية خارج ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير بإرادة حرة وهذا ما جعل الأممالمتحدة تضمن في تقاريرها الأخيرة أن القضية الصحراوية يجب القول أنها قضية تصفية إستعمار و ليست مسألة داخلية أو نزاع بين أطراف أخرى أو من مخلفات الحرب الباردة أو داخل ضمن سياسات و أجندات معينة. وفي الأخير، حمل رئيس المجلس الصحراوي المغرب مسؤولية عدم الوصول إلى حل للقضية الصحراوية بسبب التصورات التي يقدمها والتي "تنافي تماما ما تقوله الأممالمتحدة و الشرعية الدولية وتناقض الطبيعة القانونية لمشكل الصحراء الغربية المسجل لدى المم المتحدة كمشكل تصفية إستعمار".