بوجدور (مخيم اللاجئين الصحراويين) - على بعد 30 كلم عن مدينةتندوف وفي قلب مخيم بوجدور للاجئين الصحراويين تبرز ثلاث مدارس متفردة تجمع بينالفن والالتزام وتمثل نافذة للشباب الصحراوي على السينما والموسيقى والفنون التشكيلية. بعيدا عن أجواء السياسيين وفي بيوت صغيرة متواضعة لا يضم معظمها أي وسائلتبريد ولا ورشات ولا حتى مكتبات تتميز هذه المدارس الداخلية بكونها الفضاء الثقافيالوحيد الذي تلتقي فيه آمال شباب المخيمات في الحصول على تكوين في إحدى مجالاتالفنون وخصوصا للعنصر النسوي. مدرسة السينما الصحراوية "الشهيد عابدين القائد صالح" -التي افتتحتفي 2010 من طرف جمعية "إدارة السينما" الإسبانية ومقرها مدريد- تعتبر أهم هذه المدارسرغم أنها لا تضم سوى ثمانية طلاب خصوصا وأنها تقدم دورات تكوينية دورية في الفنالسابع على طول العام. ورغم أنها لا تحوي سوى استوديو صغير وقسم للمونتاج وبضع صالات فقط للتدريس إلا أنها تتميز أساسا بأساتذتها القادمين من إسبانياالذين يمنحون تعليما عصريا للشباب وتواصلا مستمرا لهم مع أوروبا والعالم. ومن مميزاتها أيضا أن طلبتها عادة ما يشاركون في المهرجان العالمي للسينمابالصحراء الغربية -الذي ستفتتح دورته ال12 بعد غد الأربعاء تحت شعار "العدالة الكونية"- فهي مركز ثقافي مهم للتعريف بقضايا الشعب الصحراوي ونضاله الطويل في سبيل الاستقلالحيث يحضره سنويا سينمائيون وحقوقيون من دول العالم أجمع بالإضافة لمناضلين صحراويينمن مختلف مدن الأراضي المحتلة.. ويقول الطالب بالمدرسة صدام أحمد أن السينما"وسيلة أساسية لإيصال صوت الشعب الصحراوي المضطهد إلى العالم" منوها في نفس الوقتبالدور الذي تلعبه مدرسته وأساتذتها القادمين من إسبانيا في تعريف الطلبة بمختلففنون السينما وتطورها وعلاقتها بحقوق الإنسان. وغير بعيد عن هذا المركز تبرز أيضا مدرسة الفنون الجميلة "الشهيد السالك مولود سي عبد الله" التي تأسستفي نوفمبر 2013 من طرف "جمعية الصداقة مع الشعب الصحراوي" التي مقرها باشبيلية- حيث تدرس مختلف الفنون التشكيلية والزخرفة والخط العربي والنحت بالإضافة للغة الإسبانية. وتضم هذه المدرسة التي تأسست خلال الطبعة ال6 للمهرجان الثقافي "آرتيفارتي" ARTifariti في 2012 بدعم من وزارة الثقافة الصحراوية- سبعة أساتذة صحراويينكما أنها دائما ما تنظم دورات تكوينية لطلبتها بحضور أساتذة ومؤطرين من الجزائروالمكسيك وإسبانيا. ورغم الظروف الطبيعية الصعبة والإمكانيات القليلة تبقى المدرسة على بساطتها مكانا لا غنى عنه في تكوين شباب المخيمات وفي هذا تقولخديجة عبد الله الطالبة بفرع السيراميك أن المدرسة "قدمت لسكان المخيمات فرصة للإبداعوللحصول على تكوينات في مختلف مجالات الفنون". المدرسة الوطنية للموسيقى الصحراوية "الشهيد أحمد سالم مولاي لحسن" هي أيضا مؤسسة مهمة في مخيمبوجدور حيث تأسست في 2010 من طرف حكومة مقاطعة إستورياس الإسبانية وتم تجهيزهامن قبل وزارة الثقافة الجزائرية وهي تمنح تكوينا لمدة عام أو أكثر في مبادئ الموسيقىالعالمية والموسيقى الشعبية الحسانية كما تقدم دروسا في الشعر الحساني. وترمو هذه المدرسة -التي يدرس فيها 15 طالب- إلى "المساهمة في تشكيل الثقافة الحسانيةوترقية الهوية الصحراوية ككل والتعريف بها" غير أنها تعاني من "نقص الدعم المالي" وفقا لمديرها الزعيم علال الداف. ومن أجل فتح آفاق أوسع خارج مخيمات بوجدور يسهر القائمون على هذا المركز على إقامة العديد من علاقات التعاون مع المؤسسات الثقافية بالجزائرعلى غرار مؤسسة الفنون الجميلة لتيبازة التي تمنح تكوينا للعديد من طلبته وفرصةالمشاركة في العديد من الإقامات الإبداعية.