دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم السبت الى المزيد من الترشيد في تسيير الموارد المالية العمومية مؤكدا ان آفات الغش تعتبر من "ألد أعداء الاستثمار الاقتصادي النزيه". وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة موجهة للأمة بمناسبة إحياء الذكرى ال 53 لاسترجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب أن"الجزائر تواجه حاليا انهيارا في أسعار المحروقات وهذا الأمر يؤثر سلبا على المداخيل الخارجية للدولة ويستدعي انتهاج المزيد من الترشيد في تسيير الموارد المالية العمومية حتى نتمكن من اجتياز هذا الاضطراب الاقتصادي العالمي بسلام". و أشار الى ان الجزائر تتوفر -إلى جانب احتياطات الصرف- على قدرات اقتصادية هامة وشباب متكون قادر على مغالبة تحديات العصر في مجالي التكنولوجيا والتنافسية ينبغي تعزيزها والحفاظ عليها. وتعهد الرئيس بوتفليقة بتحرير "هذه المكسبات من إكراهات البيروقراطية وجعلها أيضا في مأمن من آفات الغش الطفيلية التي تكلف الخزينة العمومية الكثير". كما اعتبر الرئيس بوتفليقة آفات الغش الطفيلية من "ألد أعداء الاستثمار الاقتصادي النزيه" داعيا الى ضرورة تثمين القدرات التنموية للبلاد بعيدا عن عراقيل التوجهات المتزمتة ومشيرا إلى أن البلدان التي تقاسمت معها الجزائر بعض المرجعيات الايديولوجية أصبحت اليوم تفرض نفسها كقوى تنتهج اقتصاد السوق بفضل تعبئة قدراتها الوطنية العمومية والخاصة والإعتماد على الشراكة الأجنبية. وذكر رئيس الجمهورية بذات المناسبة بالانجازات الاقتصادية للجزائر في السنوات الأخيرة على غرار التحرر من عبء المديونية الخارجية وإطلاق ثلاثة برامج تنموية خماسية ضخمة وكذا العديد من البرامج التكميلية لفائدة ولايات الجنوب والهضاب العليا. و تم على مدى 16 سنة تسليم الملايين من السكنات وبناء آلاف المدارس والاكماليات والثانويات و توسيع الشبكة الجامعية بحيث شملت جميع الولايات وفتح المئات من المستشفيات الجديدة والعيادات المتعددة الخدمات والمراكز الصحية ووصل المناطق حتى وإن كانت نائية معزولة بشبكات الماء الشروب والكهرباء والغاز الطبيعي. ومكنت الاستثمارات العمومية والانعاش الاقتصادي -يضيف الرئيس- من تقليص نسبة البطالة من 30 في المائة خلال 1999 إلى قرابة 10 في المائة خلال العام الفارط (2014). ولدى تأكيده على مواصلة مسيرة التنمية الوطنية ابرز الرئيس بوتفليقة أن البرامج التنموية العمومية الحالية ستستجيب "لاحتياجات مواطنينا من السكن أو الصحة أو التكوين". وأضاف: "وستلبي تعبئة القدرات الاقتصادية العمومية منها والخاصة متضافرة مع إسهام الشراكة الاجنبية ما هو قائم من طلبات التشغيل في كافة القطاعات عبر سائر التراب الوطني لا سيما تلك الصادرة من الشباب". إلا أن الرئيس يرى أن مواصلة التنمية ومضاعفة تثمين القدرات الوطنية تتطلب "مناخا وطنيا مستقرا وعقولا وقلوبا رصينة".