أجمع خبراء جزائريون في قطاع السياحة اليوم السبت بالعاصمة على ضرورة تنسيق جهود المهنيين و المؤسسات العمومية لإنشاء خريطة سياحية واضحة تخدم صورة الجزائر داخليا و خارجيا. و حاول المتدخلون في الفوروم الذي نظمته الجمعية الوطنية للإعلاميين المختصين في السياحة بقصر الرياس بالعاصمة بمناسبة انطلاق موسم اصطياف 2016 الإجابة على اشكالية تفضيل الجزائري للوجهة الخارجية. و أشار السيد نجاح بوجلوة الأمين العام للفيدرالية الوطنية لجمعيات وكلات السياحة و السفر للعراقيل الكبيرة التي تعتري مهمة إنشاء بطاقة فنية للسياحة في الجزائر مرجعا السبب إلى عدم قدرة الفاعلين في التحكم في الأسعار التي تناسب الاستهلاك المحلي. كما اعترف السيد بوجلوة بفشل مساعي الفاعلين السياحيين رفقة الوزارة الوصية في السنوات الثلاث الأخيرة في إقناع المواطنين وخاصة فئة العمال بتغيير وجهتهم السياحية صوب الجزائر بدل الخارج. مع العلم أن فئة العمال تمثل نسبة كبيرة في عملية شراء تذاكر السفر للخارج يردف المتحدث. وقال الخبير في السياحة سحنون عثمان في السياق ذاته أن الجزائر تعمل ضمن "رؤية ضيقة لمفهوم السياحة" واقتصارها على معنى "الضيافة" مقابل إهمال روافد أخرى يمكن أن تدعم مكانة الجزائر دوليا. وأضاف أن الجزائر "قادرة على توفير مناخ سياحي مستديم" خارج موسم الاصطياف شريطة "التخلص من مركزية التسيير و توحيد الهدف و المسؤولية من أجل سياحة واحدة لكل البلاد". و اعتبر الخبير السياحي واستاذ سابق بمعهد الفندقة سليمان السبع أن أكبر إشكال لم تتخلص منه الجزائر هي مسالة الخدمات التي لم تبلغ المستوى المطلوب . ووصف السيد سبع تصرفات أعوان الاستقبال في الفنادق أو حتى سائقي سيارة الأجرة أو المرشدين السياحيين بأنها أقرب إلى "السلوك الاجتماعي القائم على كرم الضيافة" عوض الاعتماد على تعاليم مدروسة ومتعارف عليها دوليا. و تحدث السيد السبع عن الجزائر العاصمة وقال أنها بحاجة إلى مؤطرين مكونين لتصبح وجهة سياحية مفضلة. كما انتقد ذات المتحدث في سياق متصل "النقص الفادح" في مجال التكوين خاصة أعوان الرقابة وتكثيف أعدادهم ومنحهم سلطة تقرير في حال تجاوزات في التعامل مع السائح أو عدم توفير الخدمة اللازمة لراحته. وعن دور وكالات السياحة في الترويج للوجهة الجزائرية أكد السيد إيلولي محمد مدير وكالة سياحية بولاية الجزائر أن المواطن الجزائري لا يمر على الوكالة السياحية عندما يتعلق الأمر بوجهة محلية. ويضيف مفسرا أن الوكالات وحدها لا يمكن أن تصنع صورة الجزائر السياحية إذا لم تتضافر جهود الجميع ويتضامن الكل من أجل إقناع الآخر بالقدوم إلى الجزائر. وذكرت رئيسة الجمعية الوطنية للإعلاميين المختصين في السياحة السيدة نصيرة مومن أن الهدف من الفوروم هو فتح النقاش الفعال مع المختصين لمحاولة فهم واقع السياحة في الجزائر و تقديم توصيات إلى الوزارة المعنية تسلط الضوء على نقاط جديرة بالاهتمام.