حسمت القوات العراقية يوم الاحد "معركة" الفلوجة و حررت المدينة بشكل كامل من قبضة تنظيم (داعش) الارهابي فى خطوة مهمة تضاف الى خطوات الحكومة العراقية في طريق دحر الإرهاب في العراق واستعادة الأمن والاستقرار في كل ربوعه فيما يبقى عودة النازحين من المدينة أحد التحديات التى تواجهها بغداد. وأعلنت السلطات العراقية على لسان قائد عمليات الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي فى تصريح بثه التلفزيون العراقي الرسمي استعادة السيطرة على كامل الفلوجة أحد أبرز معاقل تنظيم ما يسمى ب "الدولة الاسلامية (داعش-اختصارا) بعد الانتهاء من تطهير حي الجولان فى المدينة التى تبعد 50 كلم غرب العاصمة بغداد. و قال الساعدي " نعلن من هذا المكان فى وسط حي الجولان شمال الفلوجة أنه تم تطهيره من قبل جهاز مكافحة الارهاب و نزف للشعب العراقي بأن معركة الفلوجة انتهت عسكريا". و أوضح قائد عمليات الفلوجة أن قوات "مكافحة الإرهاب" ستسلم المدينة إلى الشرطة المحلية بالأنبار خلال اليومين المقبلين ايذانا بانتهاء معركتها ضد التنظيم الارهابي فى الفلوجة و التى باشرتها منذ شهر. وكانت عملية "كسر الإرهاب" لتحرير الفلوجة قد انطلقت يوم 23 مايو الماضي بمشاركة قوات الجيش والشرطة الاتحادية والتدخل السريع والحشد الشعبي والعشائري وشرطة الأنبار بإسناد من المدفعية وطيران العراق والتحالف الدولي.. وتمكنت القوات العراقية في المرحلة الأولى والثانية للعملية من تطويق مدينة الفلوجة وعزلها عن محيطها بالكامل وتحرير قضاء الكرمة شرقا والسجر شمالا والنعيمية جنوبا والبوشجل والصقلاوية غربا. وبدأت المرحلة الثالثة من اقتحام الفلوجة بعد أسبوع من بدء العمليات بواسطة قوات "مكافحة الإرهاب" من المحورين الجنوبي والشرقي مدعومة بقوات الجيش وشرطة طواريء الأنبار وحررت "المجمع الحكومي" بمركز المدينة في حي نزال يوم 16 جوان ثم تم تحرير مستشفى الفلوجة العام وأحياء الشهداء والصناعي والأندلس وجبيل والرسالة والخضراء والضباط والعسكري والجغيفي والمعلمين والجمهورية والجولان. وسيطر تنظيم (داعش) على مدينة الفلوجة نهاية عام 2013 . وتوصف الفلوجة بأنها "أم المساجد" و"خاصرة بغداد", وتبعد عنها حوالي 60 كم غربا, وتسكنها عشائر وقبائل عربية, وبلغ عدد سكانها قرابة 320 ألف نسمة عام 2011, ونزح عنها أكثر من 84 ألف شخص خلال العمليات العسكرية. وتقدر السلطات الأمنية العراقية عدد ارهابيي (داعش) فى الفلوجة بحوالي 3500 ارهابي. داعش يتكبد خسائر كبيرة فى الارواح و العتاد خلال عملية تحرير الفلوجة قدر قائد عمليات الفلوجة أن قواته قتلت 1800 إرهابي خلال عمليات تحرير مدينة الفلوجة التي استمرت لأزيد من شهر فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن مقتل أعداد كبيرة من عناصر (داعش) بينهم قادة بارزون في التنظيم دون تحديد عددهم والعثور على أسلحة وأنفاق خلال عملية تحرير عدد من مناطق المدينة. وأوضح بيان لوزارة الدفاع العراقية أنه تم العثور على أنفاق كبيرة أقامها (داعش) فى مدينة الفلوجة وكذا على منصات لإطلاق الصواريخ ومخابئ للأعتدة والأسلحة وتمكنت القوات العراقية من الاستيلاء على سياراتهم ومعالجة المفخخة منها. على صعيد آخر نفى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود دمار كبير في مدينة الفلوجة والتي حررتها القوات العراقية بشكل كامل اليوم مقدرا أن "نسبة الدمار لا تتجاوز 10 بالمائة". وبحسب الوزير العبيدي في تغريدة على حسابه الشخصي في التواصل الإجتماعي (تويتر) اليوم الأحد فان " نحو 90 بالمائة من الفلوجة سالمة وصالحة للسكن لأننا باغتنا داعش فيها ولم يتمكنوا من تدميرها كما حصل في الرمادي وسنجار". عودة النازحين الى الفلوجة تحد آخر أمام الحكومة العراقية واذا كانت القوات العراقية قد حققت نصرا اضافيا فى حربها ضد الارهاب عبر تحريرها مدينة الفلوجة اليوم بشكل نهائي من عناصر التنظيم و قبلها تحرير مدينة الرمادي فانها تواجه اليوم تحد كبير ممثلا فى عودة عشرات الاف النازحين من المدينة. وتتعالى الدعوات العراقية و الاممية لمضاعفة الجهود المحلية و الدولية لانهاء معاناة النازحين من الفلوجة و تنظيم عودة آمنة وعاجلة لهم. وكان مجلس الأمن الدولي, أعرب الاسبوع الماضي عن "قلقه" إزاء "الوضع الإنساني المتدهور في الفلوجة", وخصوصا حيال وضع عشرات آلاف النازحين و دعا الحكومة العراقية لحماية المدنيين الفارين من الفلوجة من "أعمال انتقامية" محتملة سيما بعد نجاح العمليات العسكرية التي قامت بها القوات العراقية والتي مكنتها من إسترجاع السيطرة على المدينة. بدوره صرح رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد, بأن اللجنة أقرت تخصيص 35 لترا من مادة النفط الأبيض لكل عائلة نازحة لأغراض الطبخ, وتكليف وزارة النفط بتوفيرها بالسرعة الممكنة والعمل على ايصالها لمخيمات النازحين في عامرية الفلوجة والخالدية والمدينة السياحية بالحبانية فضلا عن توفير الاحتياجات اللازمة لهم ومفردات البطاقة التموينية. يذكر أن الوكالات الإنسانية الدولية قدرت النازحين من الفلوجة بنحو 14 ألف أسرة (نحو 84 ألف شخص) غادروا المدينة ومحيطها منذ بدء عملية تحريرها بواسطة القوات المسلحة العراقية في 23 مايو الماضي. وأشار شركاء مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن قرابة عشرة آلاف عائلة فرت على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 16 إلى 18 يونيو بعد تحرير مركز مدينة الفلوجة ورفع العلم العراقي على المجمع الحكومي, ما تسبب في حالة ضغط كبيرة على مخيمات عامرية الفلوجة والحبانية الخالدية فاقت القدرة على استيعاب مزيد من النازحين لاسيما في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة التي تقترب من 50 درجة مئوية.