كان منظر شاطيء كتامة الليلي ساحرا كما نهاره كثير الاكتظاظ والحركة والحيوية فيما كان يزينه انتشار المئات من العائلات الملتئمة حول صينية شاي و حبات فول سوداني"كاوكاو" فوق أفرشة نصبت هناك على رمال هذا الشاطيء الجميل في سهرات تمتد لساعة متأخرة من الليل. وعلى رصيف التنزه المقابل للشاطيء لا تكاد الحركة تهدأ للمصطافين المخيرين بين تناول مثلجات أو عشاء بالدجاج المشوي أو البيتزا و السعي وسط معروضات تتيح التقرب من صناعات تقليدية تعكس ثقافة وحضارة منطقة. ''لعلها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها مثل هذا العدد الهائل للمصطافين بمدينتي " قالها شخص مسن جيجلي كان على متن حافلة للنقل الحضري الرابط بين أعالي المدينة و شاطئ كتامة قلب الإقبال و الاصطياف بهذه الولاية الساحرة الجميلة . وبالفعل، فإن عروس السفير تزدان كل يوم بآلاف المقبلين و الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن و حتى من الغربة و الخارج وسط قبول الجيجليين و لاسيما منهم التجار الذين يعد الصيف فرصة لتحصيل أرباح و موارد تواجه نقص إقبال الشتاء. ويبدو الإقبال الراهن خلال هذه الصائفة "استثنائيا" حسب متتبعين بسبب "صيف قصير بدأ فعليا بعد انتهاء مونديال جنوب إفريقيا وينتهي بحلول شهر رمضان الذي يدق حاليا على الأبواب" و ذلك "ما جعل إيجيليجلي أقرب الوجهات المفضلة خلال الشهر الماضي"، كما يقول إعلامي محلي. و الملفت أن المدينة تعيش حاليا أزهي أوقاتها في أجواء من الأمان و الطمأنينة التي تقطع مع سنوات لتسعينات و حتى السنوات الفارطة . "إنها مدينة زاهية تضمن خيارات كثيرة للمصطاف بين البحر و السهر و الغابة و التنزه و اقتناء أشياء تذكارية " تؤكد السيدة زهور 43 سنة أستاذة التعليم الثانوي بعاصمةالشرق الجزائريقسنطينة التي أثنت بالمناسبة على وفرة وسائل النقل العمومي حتى ساعة متأخرة من الليل. ولعل ذلك أحد أسباب السهر الطويل في هذه المدينة سواء بشاطئ كتامة أو في الجهة الأخرى لجيجل على كورنيشها الساحر. وتمنح زيارة الكورنيش متعة إضافية ليلا لآلاف الأشخاص الذين يستمتعون بمشاهدة البحر على إيقاع الفرق الموسيقية المختلفة التي تنشط سهرات جيجل وفق برنامج شمل كامل الفترة الصيفية . وبالقرب من ذلك الموقع كانت حافلات النقل الحضري نفرغ بعضا من مسافريها العائدين بعد سهرة طويلة بحديقة الحيوانات و التسلية لوادي كسير التي تستقطب يوميا جموعا هائلة من المصطافين قدرتهم مصادر محلية ب20 ألف شخص. وهناك تحظى ملاجئ الأسود و الضباع و الفيلة بأوسع المشاهدة فيما تمنح خانات القردة الكثير من المرح و الحيوية على مصطافين في بحث دائم عن المتعة و الاكتشاف و النشاط. "لعل هذا المكان من أكثر المناطق السياحية استقطابا للزوار في الجزائر" حسب محمد. س 62 سنة الذي سيق له زيارة العديد من المواقع السياحية في شمال و جنوب الوطن. ويسبب الإقبال على هذه الحديقة وما يجاورها من شواطئ ساحرة طوابير هائلة للسيارات و العائلات يجد أعوان الدرك الوطني المجندين لتسهيل حركة المرور صعوبات جمة في ضمان سيولة طريق جيجل - العوانة كما كان الوضع هناك بعد ظهر الجمعة . ولا تختلف الصورة داخل المدينة ليلا عن نهارها جراء الزحام الشديد الذي يشير إلى "حمى جيجلية" أصابت الكثيرين فجعلتهم يفضلونها على باقي الوجهات السياحية. و يقوم رجال الأمن الوطني بالمدينة بدور كبير في تسهيل حركة المرور وكذا في ضمان الأمن للآلاف من الزوار و السكان. ويثني حسام 23 سنة القادم من قالمة على صورة ذلك التوافد الكبير الذي تشهده نافورة سفينة الأخوين بابا عروج وخير الدين بربروس بوسط المدينة وهي التي تشير -حسبه- إلى " دور كبير لعبته البحرية الجزائرية في الماضي في عرض البحر الأبيض المتوسط". وحول هذه السفينة يصطف الكثير من المصطافين لأخذ صور تذكارية جميلة تخلد مرورهم الذي لا ينسى بعروس البحر الأبيض المتوسط جيجل قبيل المغادرة لاقتراب حلول شهر رمضان لهذه السنة.