تجري حاليا بولاية غرداية التحضيرات والاستعدادات على قدم وساق للإطلاق في تجسيد مشروع ذو أهمية قصوى تاريخية وثقافية وعلمية في آن واحد والذي تبنته جمعية “الشيخ ابن إسحاق إبراهيم أطفيش لحفظ التراث “ والهادف إلى فهرسة وتصوير المخطوطات القديمة التي تزخر بها منطقة وادي ميزاب. كشف محمد بن باحمد امناسن رئيس الجمعية الثقافية “الشيخ ابن إسحاق إبراهيم أطفيش لحفظ التراث” في تصريح ل«الشعب”، أن المشروع الذي تم إيداع ملفه على مستوى وزارة الثقافة واستفاد بتمويل من الاتحاد الأوروبي يعادل 10٪ من قيمته الإجمالية، يهدف إلى فهرسة وتصوير 4 مجموعات من مخطوطات قديمة تتعلق بالعديد من المواد العلمية والدينية والاجتماعية وغيرها. وستشمل العملية أضاف رئيس الجمعية قائلا 464 مخطوط قديم، وسيشكل تجسيدها ميدانيا فرصة ذهبية “لإنقاذ هذه المادة العلمية وهذا التراث القيم من الضياع”. ومن أهداف هذا المشروع أيضا، حسب المتحدث “محاولة تحسيس ملاك وأصحاب هذه المكتبات بأهمية هذا التراث وإشاعة فكرة المحافظة على المخطوطات القيمة للتمكن من فهرسة ورقمنة المجموعات الأخرى المتبقية على كافة مستوى وادي ميزاب والتي يبلغ عددها اكثر من 10ألاف مخطوطة موزع على القصور السبع لغرداية”. وتجيسد هذا المشروع سيسمح أيضا، كما أضاف محمد بن احمد بإيجاد إتاحة الكترونية مهمة للبحث العلمي عن طريق الرقمنة، الأمر الذي يسهل على الباحثين عملية تصفح هذه المخطوطات على الحواسب دون المساس بها بصفة مباشرة، والاستفادة من ما تحمله من معلومات ومعارف علمية ودينية وفقهية قيمة، وكذا التعريف عليها على أوسع نطاق. ولم يخف رئيس الجمعية فخره، كون هذه الأخيرة هي أول من ينفرد بفكرة هذا المشروع العبقري الذي سيسمح بأرشفة والحفاظ على كنز ثمين من كنوز التراث الجزائري العتيقة، والذي سيكلف تجسيده حوالي 5مليون دينار جزائري.