نظمت، أمس، الجمعية الجزائرية للطب العام بالتنسيق مع مديرية الصحة لبومرداس، يوما تكوينيا لفائدة الطاقم الطبي والشبه الطبي بالمركز الثقافي الإسلامي، خصّص لموضوع مرض السكري وتأثيره المستقبلي على المريض من خلال المضاعفات الخطيرة التي تؤدي في الغالب إلى إصابات أخرى تعقد من وضعية المريض وتضاعف من فاتورة التكفل بالمستشفيات، لكن اللقاء وبحسب المرضى والمتتبعين يبقى مجرد حكاية الصالونات في غياب المعنيين وحتمية النزول إليهم والاستماع إلى انشغالاتهم الحقيقية. دق الأطباء المشاركون في اليوم التكويني الذي يدخل في إطار برنامج التكوين الطبي المتواصل، ناقوس الخطر من الزحف الصامت والخطير لمرض السكري على أفراد المجتمع بكل فئاته التي لم يسلم منها حتى الأطفال الذين أضيفت أسماؤهم لقائمة طويلة من المرضى تعدت 22 ألف حالة ببومرداس وعدد الإصابات المرتفعة المسجلة سنويا بالولاية، لكن الإشكال الأكبر الذي يثير انشغال الأسرة الطبية بحسب بعض المشاركين في تنشيط الندوة، هو مضاعفات مرض السكري على المصابين في المديين القصير والطويل في حالة عدم الالتزام ببرنامج صارم من المتابعة الطبية والكشف المستمر لحالة ومدى استقرار المرض في جسم المصاب، بالإضافة إلى الحمية الصحية وإتباع نظام غذائي متوازن لتجنب التعقيدات بالإصابة كفقدان البصر الناجم عن تخريب الشبكية، بتر الأعضاء ومشاكل الإصابة بالقصور الكلوي في حالة اللامبالاة من قبل المريض، وهو جعل نسبة كبيرة من المصابين بالسكري يصلون في مرحلة لا تزيد عن خمس سنوات إلى الإصابة بالقصور الكلوي، حيث قدرها المشاركون حاليا بنسبة 30 بالمائة من الذين يتابعون برامج تصفية الدم بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة. ليخرج المشاركون في الأخير وككل مرة بالتركيز على أهمية الوقاية وضرورة تحسيس مرضى السكري بطبيعة المرض وخطورته المستقبلية في حالة عدم الالتزام بتعليمات الطبيب في تجنب كل عوامل التسريع بالمضاعفات الجانبية، لكن في غياب المتابعة الميدانية الفعلية وتبقى أغلب التوصيات مجرد كلام على الورق تعب منه مرضى السكري ببومرداس وبالخصوص في المناطق النائية، حيث نسجل غياب شبه تام للمتابعة والتكفل في ظل انعدام مراكز متخصصة على غرار دار السكري التي ظلت مطلب المرضى وجمعية مرضى السكري لسنوات عديدة.