شهد وسط مدينة عنابة، سهرة أول أمس، عمليات شغب أحدثها تجار فوضويون، بعد محاولة رجال الشرطة منعهم من عرض سلعهم، الأمر الذي رفضه باعة الأرصفة، الذين دخلوا في مشادة كلامية في بادئ الأمر مع الشرطة، لتأخذ الأحداث بعدها مجرى آخرا، وتحولت ساحة المدينة إلى حلبة استخدم فيها التجار الأسلحة البيضاء وهو ما أسفر عن إصابات وسط الطرفين. لم تكن ليلة أول أمس هادئة على سكان عنابة، الذين توافدوا بكثرة إلى وسط المدينة أين تكثر المحلات على أمل شراء كسوة العيد لأبنائهم، حيث تفاجأوا بأحداث شغب دامية لم يتعودوا عليها من قبل، أبطالها التجار الفوضويون الذين رفضوا الاستجابة لأوامر الشرطة لإخلاء الأرصفة من سلعهم، مستخدمين في ذلك الأسلحة البيضاء، وهو ما أثار الرعب وسط السكان الذين عادوا أدراجهم من حيث أتوا، حيث سجلت في ذات الإطار مصالح الحماية المدنية حالات إغماء وسط النساء. وفي هذا الإطار، تمكنت مصالح أمن ولاية عنابة من إلقاء القبض على 20 شخصا وإحالتهم على العدالة بسبب إخلالهم بالنظام العام، إضافة إلى حجز أسلحة بيضاء محظورة، بعد محاولة رجال الأمن تطهير المنطقة من التجار الفوضويين الذين عادوا بكثرة خلال الشهر الفضيل، وتسببوا في خلق فوضى وعرقلة حركة المرور وانتشار السرقة والاعتداءات على سكان المدينة. عملية المداهمة انطلقت في حدود الساعة العاشرة ليلا، شنتها المصلحة الولائية للأمن العمومي والأمن الحضري الخامس والأمن الحضري الأول والرابع، حيث طلبوا من الباعة إخلاء المكان، وهو ما رفضه التجار جملة وتفصيلا وفضلوا إحداث عمليات شغب خطيرة لم تشهدها الولاية من قبل من خلال رشق مصالح الأمن بالحجارة، وإشعال النيران نجم عنها إصابة 05 أعوان شرطة إصابات خفيفة، وعدد من التجار الغاضبين، فضلا عن تحطيم أملاك الغير على غرار محل تجاري يتواجد بوسط المدينة. أحداث الشغب التي شهدتها عنابة في العشر الأواخر من رمضان، استفاد منها منعدمو الضمير، الذين انتهكوا حرمة الشهر الفضيل، حيث كانت الفرصة مواتية لبعض اللصوص الذين استغلوها لسرقة محلات، في غياب الرقابة وانهماك رجال الشرطة والسكان بالأحداث الدامية الحاصلة، على غرار محل لبيع الألبسة الرياضية كان يكتنز أكثر من ملياري سنتيم. وتشهد عنابة منذ ليلة أول أمس، استنفارا أمنيا وانتشارا لعناصر الأمن بالزي المدني، لتوقيف جميع المتورطين في أحداث الشغب والسرقة، وتحسبا أيضا لأي انزلاق آخر رغم عودة الهدوء صبيحة أمس إلى شوارع المدينة.