«هدفي منح الإضافة لألعاب القوى من خلال العمل الميداني» أكد العداء الجزائري السابق سعيدي علي سياف في حوار خاص ل «الشعب»، أن النتائج المحصل عليها خلال الألعاب الأولمبية بريودي جانيرو كانت إيجابية بالمقارنة مع الدورات الماضية بما أننا حققنا ميداليتي أولمبيتين وهذا إنجاز كبير بالنظر إلى غياب إمكانيات التحضير في الجزائر بسبب غياب المراكز والمؤطرين وعدة أمور أخرى تطرق إليها صاحب فضية ال 5000 متر بسيدني «الشعب»: ما هو تقييمك للمشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بريودي جانيرو؟ «سعيد سياف»: المشاركة كانت جيدة من ناحية النتائج بالمقارنة مع الدورات الأخيرة حيث فزنا بميداليتين فضيتين من صنع مخلوفي الذي سبق له أن أهدى الجزائر ميدالية ذهبية في 2012 التي اكتفينا بها وقبلها أي في بكين حققنا فضية وبرونزية أما في اليونان خرجنا خالين الأيدي ولمن هذا المنطلق نلاحظ أن الأمور تحسنت كثيرا لأننا أصبحنا نحقق ميداليات في الثلاث دورات الأخيرة. هل تعتقد أن هذه النتيجة إيجابية بالنسبة للوفد الجزائري؟ النتائج كانت إيجابية لأننا لاحظنا التطور الكبير من ناحية المستوى لدى الرياضيين الجزائريين الذين قدموا كل ما لديهم من أجل تشريف مشاركتهم والألوان الوطنية خاصة أنه في مثل هذا الموعد الكبير الجميع يسعى للبروز وتحقيق أفضل نتائج للوصول إلى الحلم الكبير المتمثل في الصعود لمنصة التتويج. أنت تعرف جيدا هذا الشعور أليس كذلك؟ بالطبع سبق لي الفوز بميدالية أولمبية في أولمبياد سيدني رغم صعوبة المهمة إلا أن ذلك يبقى في ذاكرتي ما حييت لأنه شعور لا يوصف أن تكون من بين المتوجين في أكبر حدث رياضي في العالم خاصة أنه يأتي مرة كل أربع سنوات في ظل المنافسة القوية التي تشهدها المنافسة وكل رياض يحلم أن يحقق هذا الهدف وأتمنى أن تكون أسماء جزائرية أخرى تتوج في الأولمبياد. ماذا عن إخفاق بعض الاختصاصات التي كان معولا عليها تحقيق نتائج؟ المسؤولية يتحملها رؤساء الاتحادات لأنهم أعطوا أهدافهم للجنة الأولمبية قبل الأولمبياد ووعدوا بتحقيق ميداليات وأخفقوا في ذلك أثناء المنافسة ولهذا هم مطالبون بتقديم البراهين حول فشلهم واكتفينا بميداليتين فضيتين فقط عن طريق مخلوفي الذي كان في الموعد وشرّف الألوان الوطنية لأن الجميع كان يتوقع أن تكون ميداليات في الملاكمة وللأسف لم يحصل ذلك لأن الحظ لم يحالف العناصر الوطنية إضافة للتحكيم الذي كان منحاز. -وماذا لو لم يحرز مخلوفي الميداليتين؟ الحمد لله على تألق مخلوفي وحصوله على ميداليتين فضيتين بعدما تألق في الطبعة الماضية وفاز بالذهبية وهذا ما جعله بطلا حقيقيا لأنه واصل في نفس المستوى وكل ذلك راجع للعمل الذي قام به قبل الموعد الأولمبي لأنه سطّر هدفه ووصل إليه بكل جدارة واستحقاق عدى ذلك أعتقد أن باقي الرياضيين مطالبون بالعمل أكثر لأننا نملك المواهب ولدينا قاعدة ويبقى فقط تأطيرها لتحقيق الأفضل في المستقبل. أين يكمن الخلل بما أننا نملك القاعدة؟ الخلل يكمن في غياب التكوين والمراكز التي تسمح للرياضيين بالعمل في ظروف جيدة من كل النواحي سواء التدريبات البدنية والاسترجاع والجانب الطبي ومعطيات أخرى أبرزها عدم وجود ثقافة استغلال الإمكانيات الموجودة من أجل العمل لدى الرياضيين لأنهم تعودوا على توفير أبسط الأمور حتى يتدربوا وكل ذلك راجع إلى العقلية التي رسخها المدربون في ذهنيات العناصر الشابة وكل هذا جعلهم لا يعملون كما يجب وهذا ما أثر على النتائج بصفة مباشرة. ما هي الحلول التي تقترحها لتجاوز هذه المشاكل؟ يجب ان تكون هنالك مراكز تحتوي على كل المؤهلات التي تسمح للرياضيين بالعمل في ظروف جيدة إضافة إلى توفير المؤطرين لأنهم جزء أساسي في المعادلة وإعطاء فرصة للقدامى للإشراف على الشباب من أجل إفادتهم بالخبرة والتجربة التي اكتسبوها خلال السنوات الماضية حتى يكون لدينا جيل ناشئ على ثقافة ممارسة الرياضة في ظل الروح الرياضية وله طموح في تحقيق نتائج إيجابية على المستوى العالي خلال المنافسات الدولية بمختلف أنواعها مثلما هو حاصل في مختلف بلدان العالم. ماذا يمكنك أن تقدم للرياضة الجزائرية في حالة منحت لك الفرصة؟ أستطيع أن أقدم الكثير للرياضة الجزائرية إذا منحت لي الفرصة لأنني أملك شهادة تسمح لي بذلك إضافة إلى التجربة اكتسبتها طيلة الفترة التي مارست فيها الرياضة وسأعمل على تغيير بعض الأمور بداية من زرع ثقافة النجاح وممارسة الرياضة مهما كانت الظروف لأن الأبطال العالميين يعتمدون على أنفسهم بالدرجة الأولى وهذا ما علينا الوصول إليه في كل الاختصاصات حتى نكون في المستوى العالي.