مزاوجة لبنانية جزائرية تحيي الطرب القديم مع دقات الدف تتواصل بوتيرة متصاعدة فعاليات مهرجان جميلة العربي، في طبعته الثالثة عشرة، بمسرح كويكول الاثري لمدينة جميلة، وسط اقبال جماهيري عائلي متميز، وبحضور شباب بشكل ملفت للاستمتاع بالسهرات الفنية، ضمن ليالي المهرجان العربي. السهرة الخامسة من عمر هذه التظاهرة الفنية كانت لبنانية جزائرية بامتياز، امتزج فيها وبروعة فنا البلدين الشقيقين، بمشاركة الفنان سعد رمضان الذي يحضر المهرجان للمرة الثالثة، رفقة كوكبة من الفنانين الجزائريين في طبوع السطايفي والقسنطيني والعاصمي، بحضور الشاب فارس وعماد امير وسمير العاصمي. فقد امتزجت في الحفل الأنغام الجزائرية بالدبكة والفولكلور اللبناني المعشوق من جماهير مهرجان جميلة، والأغاني الرومانسية التي أداها ممثل لبنان الذي تفاعل معه الجمهور، وكان مرحا ونشطا مع محبيه، وهو على المسرح، فأدى له: مازال مازال، وواش تسوى الدنيا بلا بيك، بطابع رومانسي جميل. العائلات الجزائرية والشباب الحاضر استمتعوا، كذلك، بوصلة جزائرية متنوعة شملت الطابع السطايفي الذي أداه ابن مدينة سطيف عماد امير، من خلال باقة من أغاني الفن السطايفي بأعمدته، المثال سمير سطايفي وبكاكشي الخير وغيرهما، وكذا اغاني من البومه الأخير، فيما كانت للشاب فارس من قسنطينة وصلة غنائية سطايفية قسنطينية ممتعة، وكذا للفنان القادم من الجزائر العاصمة، سمير العاصمي، الذي يحضر للمهرجان العربي للمرة الأولى لأداء وصلة غنائية عاصمية من الحوزي والعصري بطريقة جد متقنة، خلفت اعجاب الحاضرين الذين اعتبروا ان الجزائر لها أصواتا جيدة تحتاج الى الرعاية والدعاية لها في الخارج، لتعطي صورة عن ثراء وتنوع الفن الغنائي في بلادنا. في ندوة صحفية عقدها المطربون الجزائريون المشاركون في الليلة الخامسة، بفندق سيتيفيس بمدينة سطيف، قبيل الحفل، اعرب سمير العاصمي، وهو دكتور في الطب وله عيادة خاصة، عن اعتزازه وتشرفه بالمشاركة لأول مرة في مهرجان جميلة العربي، متوجها بالشكر للمنظمين على دعوته لفعالياته. قال العاصمي، ان الفنان عند الحفل قد يكون له برنامجا، لكنه على الخشبة قد يغيره، بحسب رغبة محبيه ويصبح الحفل تلقائيا، عن الطبع الذي يؤديه أكد، انه يحيي حفلات في الخارج وداخل الوطن في المناسبات والأعراس بغناء الحوزي والمالوف العاصمي، كما يعيد احيانا أغاني لأعمدة الغناء بالمنطقة، على غرار الهاشمي قروابي والعنقى ودحمان الحراشي. ذكر ان الفنان يبذل مجهودا أكبر على المسرح عندما يغني في منطقة خارج منطقته الطبيعية، حتى يبرز قدراته، ويقدم الطابع الغنائي للغير بشكل متقن، وعن التراث العاصمي قال سمير، انه معروف ولكن طريقة الأداء تختلف من فنان الى أخر، وانه عشق الفن منذ سن الثمانية، وله مسيرة فنية بعمر 37 سنة، وهذا لم يمنعني من مواصلة دراستي العليا والتخصص في الطب، وقال ان الموسيقى هي حياتي، والدراسة حياة أخرى، وذكر ان الموسيقى تلعب دورا مهما في علاج بعض الأمراض، وهي طريقة أصبحت مستعملة، ودعا الفنانين الى ان يتعاملوا بذكاء، حتى لا تهضم حقوقهم، وذلك بتسجيل ابداعاتهم لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف، قبل عرض الأعمال على الجمهور. أما الشاب فارس، فأكد في ذات الندوة، انه مسرور بالمشاركة مرة أخرى في المهرجان، وتمنى ان يشرف الجزائر فيه ويسعد الجمهور بمشاركته، وقال انه يستغل فرصة المهرجان للالتقاء بمحبيه ليقدم لهم ما يطلبونه منه، كما شدد على ضرورة حماية الإبداع من القرصنة، وأخذ الشكاوى المقدمة لديوان حقوق المؤلف من طرف الفنانين بعين الاعتبار. نشير ان السهرة السابعة المبرمجة، يوم الأربعاء، هي أيضا لبنانية جزائرية، بمشاركة الفنانة القديرة نجوى كرم وكل من محمد روان وعبده درياسة وسلمى كويرات.