السؤال: قرأت رسالة على الفايسبوك من أحد الأصدقاء لكن كان فيها كلام بذيء فهل أعتبر قد أفطرت؟ وماذا علي فعله؟ جزاكم الله خيرا. الجواب: يحرم على الصائم التكلم بالفحش والنطق بالألفاظ البذيئة، ويحرم عليه أيضا الاستماع إليها، ومن فعل ذلك فلا يبطل صومه لكن يكون محروما من ثواب الصيام، وقد عرض نفسه لسخط الله تعالى، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ"، والرفث هو كل كلام قبيح، ومنه القول الفاحش، وروى الطبراني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ الخَنَا وَالْكَذِبَ فَلَا حَاجَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلًّ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"، والخنا هو الفحش والقبيح من القول، فكل حديث فيه فحش وقبح وبذاءة حرام، سواء كان مباشرا أو عن طريق الرسائل أو في الفايسبوك، والواجب الإعراض عنه كما قال تعالى في وصف المؤمنين: "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ"، وقال: "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ".
السؤال: رجل يقرأ القرآن في كل شهر ميلادي، بحيث يقرأ جزءا كل يوم ويجعل رقم الجزء من القرآن هو نفسه رقم اليوم من الشهر، ويضبط السور الأخيرة مع اليوم الأخير من الشهر، وذلك بقصد الانضباط والاستمرارية وليس بقصد تقليد المسيحيين بالتقويم الميلادي، فهل في ذلك حرج؟ مع العلم أن هذا الرجل ربما يجد شيئا من الصعوبة عندما يضبط الورد على التقويم الهجري. الجواب: لا إثم عليه في ضبط ورده بالشهر الميلادي، ولو ضبطه بالأشهر الهجرية لكان أفضل له، وله بذلك أجر، لأن التعامل بما شرعه الله للناس من الحساب بالأشهر القمرية مطلوب شرعا، لقوله تعالى: "سْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ"، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسب بالأشهر القمرية، ومن أحيى سنة وأظهرها وأشاعها بالقول والعمل كان له أجرها وأجر من عمل بها، ففي سنن الترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا".
السؤال: أنا مواطن من ولاية تلمسان، تعرفت منذ ثماني سنوات على فتاة وأعجبت بها وتمنيتها للزواج، لكن اكتشفت أنها مرتبطة برجل آخر بموجب عقد إداري، لقد دفعني إعجابي بها إلى طلب فسخ زواجها لأقوم أنا بالزواج بها ما دام أنه لم يتم الدخول بها، لقد فعلت وتقدمت لطلب يدها فوافقت ووافق أهلها، ثم كثرت لقاءاتنا قبل الزواج فوقعنا في خطيئة الزنا، ونحن متزوجان الآن منذ 6 سنوات ورزقنا بطفلين، ما حكم ما أقدمت عليه؟ هل زواجنا صحيح رغم الزنا؟ ما حكم ذلك؟ الرجاء إفادتي فإن ضميري يؤنبني بشدة. الجواب: زواجك صحيح ما دام العقد الأول قد فُسِخَ، ولا يلزمك الآن فسخه ولو حصل بينكما الزنا، غير أنك آثم لعدة أمور، أحدها أنك أفسدت امرأة على زوجها، ففي سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ"، والأمر الثاني اللقاءات التي كانت بينكما قبل الزواج، لأنها كانت في تلك الفترة أجنبية عنك، يحرم عليك لمسها والنظر إليها والخلوة بها، ففي مسند أحمد وسنن النسائي عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا"، والأمر الثالث الزنا، وهو من كبائر الإثم، والواجب عليكما الآن هو التوبة إلى الله تعالى توبة نصوحة، فمن نصحت توبته كان له على الله عهد أن يغفر له، كما قال سبحانه في سورة الفرقان: "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً".
السؤال: ليس من عادتي أن أصوم في شوال، فهل علي في ذلك إثم؟ الجواب: صيام ستة أيام من شوال من فضائل الأعمال وليس من الواجبات، لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"، فمن صامها فهو أفضل ومن تركها فلا إثم عليه.
السؤال: هل يجوز أن أبدأ صيام الستة أيام من شوال بعد العيد مباشرة أي ابتداء من اليوم الثاني؟. الجواب: نعم يجوز لك ذلك، لأن المنهي عنه هو صيام يوم العيد فقط لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الفِطْرِ، وَيَوْمِ الأَضْحَى".
السؤال: سمية من البليدة تقول: هل يجوز لي أن أترك صلاة المغرب حتى أنتهي من تناول الإفطار؟ الجواب: وقت المغرب ضيق، والذي جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل صلاة المغرب بتمرات أو حسوات من الماء، ويمكنك أن تزيدي على ذلك شيئا إن تاقت نفسك للأكل حتى لا تنشغلي به أثناء الصلاة فيذهب خشوعك وإقبالك على الله تعالى، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا قُدِّمَ الْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا صَلاَةَ الْمَغْرِبِ، وَلاَ تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ"، وهذا الحديث محمول على عدم التأخير الكثير الذي يخرج الصلاة عن وقتها أو يفوت صلاة الجماعة.