قرابة المليون سائح جزائري، الذين اختاروا مختلف المركبات السياحية التونسية، بقدر ما أنفقوا من أموال، وأصروا على الخيار التونسي، بالرغم من الارتفاع الكبير للأسعار هذا العام والذي بلغ الضعف في بعض الفنادق، خاصة في الحمامات وسوسة، بقدر ما فرضوا منطقهم وقلبوا المعادلة السياحية التي حاولت تونس منذ عهد الحبيب بورقيبة وخليفته زين العابدين بن علي فرضها على التونسيين وزوارها من الجزائر وليبيا، وهي الاهتمام بالسائح الغربي خاصة الألماني والفرنسي والإسكندنافي، من خلال مسايرة تقاليده التي فيها الكثير من الإباحية، كما أن انهيار نظام زين العابدين بن علي دفع التونسيات إلى ممارسة شعائرهن بكل حرية وجارين الجزائريات اللائي قضين أياما في المركبات التونسية من دون التخلي عن حجابهن. وكانت الكثير من المركبات السياحية خاصة في نابل والحمامات تمنع سباحة المرأة بقميصها وتعلن عن ذلك في لوحات إشهارية في مدخل المركبات السياحية، بينما تسمح للأوروبيات بالسباحة بصدور عارية ولكنها جميعا تخلت عن ذلك ورضخت لمطالب السائحات الجزائريات، وبدأت مظاهر العري في الفنادق التونسية تختفي . وكان الجزائريون في السنوات الأخيرة قد اختاروا مجموعة من الفنادق في طبرقة وبنزرت تتماشى مع تقاليدهم ولأنهم الآن سيطرا وتواجدوا في كل الفنادق التي تأقلمت معهم، ولم تعد مشاهدة محجبات في قلب المسابح أو منقبات على الشواطئ التابعة للمركبات السياحية التونسية تثير أي أحد في تونس، بل إن بعض الفنادق صارت تتاجر في المايوهات الخاصة بالمحجبات المستوردة من تركيا وماليزيا، كما أن غالبيتها تقدم للزائر بوصلة القِبلة، وحتى الرجال أصبحوا يسبحون بالسراويل البالغة مستوى الركبة . ومازال خالد ومامي وتاكفيرناس لهم مكان ضمن باقة الأغاني التي تقدمها مختلف الفنادق التونسية، وتقبّل التونسيون هذا الوضع الجديد الذي استرجعوا به سيادتهم على المشهد السياحي بعد أن تغربت بشكل مريع في زمن الرئيس الهارب الذي منح الضوء الأخضر لفنادق تتعامل مع المثليين ومع العراة، فتكونت سياحة جنسية غير معلن عنها في قلب تونس.