علمت "الشروق"، من مصادر مطلعة، أنّ الرهينتين المفرج عنهما، صبيحة أول أمس، من طرف "جماعة التوحيد والجهاد" الإرهابية التي تتخذ من إقليم شمال مالي معقلا رئيسيا لها. ويتعلق الأمر بكل من مراد غساس وقدور ميلودي، العاملين بالملحقة العسكرية للقنصلية الجزائرية بمدينة غاو المالية، قد كشفا عن مكان وجود قبر نائب القنصل العام للقنصلية الجزائرية بغاو المالية، طاهر تواتي، الذي أعدم من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، بينما أوردا بأنهما لا يعلمان بمكان وجود قبر القنصل العام بوعلام سايس الذي توفي منذ أشهر فقط. وبناء على المعلومات المقدمة من قبل هؤلاء، تحركت السلطات الجزائرية ممثلة في وزارة الخارجية ومصالح الأمن والاستعلامات في سبيل مباشرة الإجراءات الهادفة إلى استعادة جثة المرحوم، سيما وأن عائلته رفعت التماسا إلى السلطات تناشد إياها جثة ابنها، بينما تبذل ذات الجهات مساعيها في سبيل الوصول إلى مكان دفن جثة المرحوم القنصل العام بوعلام سايس. وذكر مصدر "الشروق"، بأن الرّهينتين المفرج عنهما مراد غساس وقدور ميلودي، الموجودين حاليا رهن العناية الطبية على مستوى المستشفى العسكري بعين النعجة، من شأنهما تقديم معلومات إضافية ومساعدات لأجل الوصول إلى جثة القنصل العام.. وكانت القنصلية الجزائرية العامة بمدينة غاو المالية، قد تعرضت بتاريخ السادس من أفريل من عام 2012 لهجوم تبنته "جماعة التوحيد والجهاد"، التي قامت باختطاف الديبلوماسيين الجزائريين العاملين بالقنصلية وهم كل من القنصل العام بوعلام سايس، الذي توفي استنادا إلى بيان وزارة الخارجية إثر مرض عضال كونه كان يعاني بسبب ظروف الاحتجاز من داء السكري وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب نائب القنصل العام طاهر تواتي الذي أعدم من قبل عناصر الجماعة في أوت 2013 بعد نحو عام ونصف من الاختطاف عقب فشل المفاوضات التي باشرتها الجهة المختطفة مع الحكومة الجزائرية. هذه الأخيرة، التي رفضت تسليم الأمير الإرهابي المعتقل بالجزائر المدعو "أبا إسحاق السّوفي"، وعدم رضوخها أيضا للمساومات بشأن دفع فدية قدرها 15 مليون أورو، رفقة ثلاثة دبلوماسيين آخرين أفرج عنهم شهر أوت عام 2012، وآخرهما الرهينتان المفرج عنهما أول أمس، اللذان تمكنت مصالح الأمن الجزائرية من تحريرهما بعد سلسلة من العمل الاستخباراتي الذي تكفلت بها الأجهزة الأمنية الجزائرية، وهما مراد غساس وقدور ميلودي، لتنتهي قصة اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بتحرير خمسة من أصل سبعة مختطفين، بعد أن قضت جماعة التوحيد والجهاد على نائب القنصل طاهر تواتي الذي أعدمته بطريقة مأساوية، وسط حديث بأن القنصل العام بوعلام سايس لقي نفس المصير، لولا أن وزارة الخارجية تنفي ذلك وتقول بأن المعني توفي على إثر معاناته من الأمراض المزمنة التي كان يعاني منها.