تعيش أكثر من 7 آلاف نسمة بمختلف أحياء بابا علي في بئر توتة، حياة البداوة في منطقة يمكن أن تخرجها من عزلتها، بالنظر إلى ضمها لأهم منطقة صناعية على حواف العاصمة، فبابا علي أكبر أحياء بلدية بئر توتة والذي يضم أحياء أخرى متفرعة لا تبعد عن عاصمة البلاد إلا بأقل من 12 كلم، غير أن الزائر للمنطقة يلمح من الوهلة الأولى حياة البداوة التي تتخبط فيها المنطقة، فلا مراكز ترفيهية للشباب ولا مرافق رياضية ولا حتى مصحة للتوليد، أما المحيط فحدث ولا حرج لانتشار القمامة. لم يتمالك سكان منطقة بابا علي أنفاسهم لترجمة المعاناة التي أصبحت أمر محتوم نظير المشاكل والمعاناة اليومية التي أصبحت لا تطاق، لا سيما وأن أحياء أخرى بالعاصمة تشهد نهضة تنموية في كل المجالات، فالمنطقة الصناعية لبابا علي التي يفترض بأن تكون مداخيل جبايتها لإعادة إعطاء الوجه المشرف للمنطقة، غير أن الواقع يظهر عكس ذلك، الزوين، حي الدوار، باطرونة، القريتان، دريشمو، حي امتنان، حي محطة القطار، المنطقة الصناعية وغيرها من الأحياء الأخرى ببابا علي تعيش حياة ترجع لعهد الاستعمار الفرنسي، حيث أن مظاهر الحياة لم تتغير كثيرا بل سارت للأسوأ.. مفرغات فوضوية تواجهك أينما وقع بصرك تقابلها غياب كلي للحاويات، غياب المركز الثقافي هو الآخر أثر بشكل كبير على السكان، خاصة منهم الشباب الذين لا يجدون أماكن لإفراغ طاقتهم ومواهبهم العقلية سوى الشارع أو أتباع مسار الانحراف، لا سيما وأن الهياكل الرياضية لا تزال بعيدة المنال في انتظار تجسيد المدرسة القرأنية التي طالب بخصوصها السكان كثيرا، مصلحة الأمومة والتوليد تعتبر من أكثر مطالب النسوة اللواتي يجبرن على التنقل إلى البلديات المجاورة للتداوي أو التوليد. كما تحدث السكان عن مشكل النقل الذي بات يؤرق الكبار قبل الصغار في ظل انعدام النقل المدرسي، علما أن المتوسطة القريبة منهم تبعد عن المنطقة بحوالي 3 كلم يمشيها بعضهم على الأقدام يوميا، بحيث تتضاعف معاناتهم مع حلول موسم الشتاء، بحيث يجبرون على انتعال الأحذية البلاستيكية نظرا لحالة الطرقات التي لم تهيأ منذ سنوات..
مشاكل أخرى أصر السكان نشرها بالجريدة منها رائحة الوادي، ازدحام الطرقات بسبب عدد الشاحنات التي تدخل المنطقة وخطرها على الأطفال، بالإضافة إلى انعدام الربط بين منطقتهم والطريق السريع.