كشف موقع الأرشفة الرقمية "أركايف بريبرنت"،"arXiv pre-print server"، المختص بنشر البحوث العلمية، إثر تحليل حديث لمئات الآلاف من الأبحاث العلمية والدراسات التي قدمت إليه عن تصدر دول السعودية ومصر والجزائر قائمة السرقات الأدبية في العالم، وأوضح موقع الأرشفة الرقمية "أركايف بريبرنت" التوزع الجغرافي لعمليات السرقة الأدبية في البحوث العلمية، ومن خلال إخضاع نحو 757 ألف دراسة وبحث منشور في الموقع بين سنوات 1991 و2012 للتحليل، ونشرت النتائج موزعة جغرافيا على دول العالم، حيث ظهر بأنّ الدراسات المنشورة من بعض الدول تتضمن أعلى نسبة من البحوث المشبوهة وتتضمن الدول العربية التالية، مصر والأردن والسعودية والجزائر إلى جانب المغرب وتونس. في السياق أبرزت الدراسة التحليلية انتشار نسخ الأبحاث والدراسات في دول معينة أكثر من غيرها، إلا أن النتيجة هي ذاتها التي تصيب المؤلفين الذين ينسخون بكثافة أعمال غيرهم، أي تضيع مصداقيتهم ولا يقع الاختيار على أبحاثهم كمصدر علمي أو أدبي يعتمد عليه. موقع الأرشيف "بريبرنت arXiv "، أصبح سنة 1991 أضخم منصة لتبادل نتائج الأبحاث والدراسات في الفيزياء والرياضيات والحقول الأخرى، وينشر في الموقع مئات الأبحاث يوميا ويقترب عدد هذه الدراسات من المليون، بالرغم من أنّ كلّ ما ينشر لا يخضع للمراجعة، إلا أنه يخضع لعملية ضمان الجودة، والتي تتضمن تحليل كل دراسة ببرنامج كمبيوتر يكشف أي شبه بما سبق نشره في الموقع من خلال مقارنة النص بما سبق نشره من نصوص مماثلة بهدف كشف الدراسات المشبوهة بتورط مؤلفيها بارتكاب سرقات أدبية من أعمال منشورة سابقا، ولا يخلط البرنامج بين تداخل النص عندما يستشهد بدراسة وينسخ منها بسخاء، أو حين يعيد نشر ما سبق له نشره في دراسة سابقة، فكل هذه الحالات "البريئة أو العفوية" لا يتم احتسابها ضمن النصوص المشبوهة من خلال تمييز علامات الاقتطاف والنصوص المميزة بحجمها ونسقها المائل، ويتمكن البرنامج من كشف أي نص منسوخ يجري نشره دون سبب أو مبرر ولا إشارة لمصدره، ليضع علامة الشبهة على نتيجة تحليل كل دراسة ترد فيها هذه الحالات. تجدر الإشارة بأنّ "الشروق" سبق وأن تناولت موضوع السرقات الأدبية في الجزائر والعالم العربي، وأخذت رأي ثلة من المثقفين والباحثين الذين كانوا ضحية، وكشفت التهم الموجهة لأشهر الروائيين والشعراء الجزائريين.