كشفت مصادر أمنية مطلعة "للشروق"، أن أجهزة الأمن، تحقق في الفترة الأخيرة، في قضية اختفاء عدد من الأشخاص المقيمين بولايات الجنوب، ممن ارتبطت أسماؤهم في السنوات الماضية بملف التهريب، حيث ماتزال قضية اختفائهم يلفها الغموض، خصوصا بعدما تزامن توقيت اختفاء هؤلاء عن الأنظار، مع مباشرة الجهات الأمنية استدعاء بعضهم للتحقيق في قضايا مرتبطة أساسا بالوضع السائد في الجنوب. وتبحث مصالح الأمن في ملابسات وظروف اختفاء هؤلاء الأشخاص الذين لم تكن لديهم أي تهم لدى مصالح الأمن تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة وفي هذا الظرف بالذات. وتذكر مصادرنا أنه تم رصد تحركات خمسة أفراد من بين الأشخاص المعنيين المبحوث عنهم، شهر فيفري الماضي بتراب ولاية تمنراست، ويتعلق الأمر بتاجرين من مدينة جنوبية ومقاول سابق يقطن بمدينة متليلي وشخص آخر من مدينة ورڤلة، أدينوا في تسعينات القرن الماضي بتهمة ممارسة نشاط تهريب السجائر عبر محور تمنراست ورڤلة. كما تم التحقق من هوية شخص خامس ظهر مع نفس الأشخاص بتمنراست، ينحدر من ولاية الوادي وأمضى عقوبة ثلاث سنوات سجنا ببشار، بعد إدانته في قضية قطعة سلاح وجدت في سيارة اشتراها وظهر أنها استعملت في عملية الهجوم الإرهابي، على قافلة الجمارك شهر أفريل من سنة 2006 والتي راح ضحيتها 13 عنصرا من أعوان الجمارك والمدير الجهوي لأقسام الجمارك بولاية بشار.
وتحظى قضية اختفاء هؤلاء باهتمام كبير لدى مصالح الأمن، حيث ترجح جهات على صلة بالتحقيق فرضية وجود تعاون محدود بين هؤلاء الأشخاص وجماعات إرهابية، في إطار الاستفادة من خبرتهم في معرفة مسالك الصحراء لتسهيل مهمة نقل العتاد وتنقل الأشخاص المشبوهين بين مناطق الجنوب الشاسعة، وكذا توفير المعلومات الهامة من محيطهم الاجتماعي.
