قال عمار لخوص عن تجربته مع "الاغتراب اللغوي" أنه لا يعتبر أبدا اللغة الايطالية منفى لغويا طالما أنه اختار طواعية الكتابة والإبداع بها، بعد أن قذفت به ظروف جزائر التسعينات إلى المهجر الايطالي، وقد اتخذ قرار الإبقاء على الإبداع والكتابة باللغة العربية إلى جانب الكتابة بالايطالية للإبقاء على نافذة يطل عبرها على "جزء من الوطن". عمار لخوص الذي تحدث خلال ندوة "الاغتراب الأدبي" على هامش مهرجان أدب وكتاب الشباب، قال إنه يشعر بالجرح لعدم تمكنه من الكتابة والإبداع بلغة أمه الأمازيغية، وهي اللغة التي منحته الامتياز بأن ينفتح على لغات أخرى من بينها الايطالية التي تعلّمها في ظرف شهرين فقط، هذه اللغة التي منحته امتياز العودة إلى بلده كاتبا متوّجا بعد أن قامت دار"آكت سود" الفرنسية بترجمة روايته عن الايطالية ونشرها في فرنسا، ومنها اشترت حقوق النشر دار البرزخ الجزائرية، وتوّجت الرواية بعد ذلك بجائزة "المكتبيين"، هذا امتياز يمنحه لك المنفى اللغوي ولا يمنحه لك بلدك الأصلي، لأنّ عمارة سبق وأن أصدر أول كتبه في الجزائر، لكنها مرّت مرور الكرام ولم يتوقف عندها أحد. عمار لخوص وفي خضم حديثه عن تجربته بين المنفى الجغرافي واللغوي، قال إنه لا يعتبر أبدا الاغتراب الجغرافي مشكلا مقارنة بالغربة اللغوية، لهذا فهو دائما يشعر بألم عميق جدا لعدم تمكنه من الإبداع بالأمازيغية، فمستقبلا يعتبر لخوص أن خوض الإبداع بلغة والدته ليس فقط تحديا، لكنه واجب ينتظر أن يجسده مستقبلا بعد أن تنقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبروز أفق الإبداع والكتابة بالانجليزية وبذلك يقول لخوص أنّه حقق الجمع بين أربع لغات بدل أربع زوجات، واعتبر عمارة أن هذا العدد والانفتاح على اللغات ينبع من كونه جزائريا أمازيغيا يعتقد ويؤمن أنّ الجزائر بلد متعدد لغويا ومتنوع ثقافيا ولا يمكن للمبدع أن يقفل على نفسه في قوقعة واحدة.