يختار الكثير من سكان الجلفة في فصل الحر، التوجه نحو أماكن وجود الرمال قصد العلاج التقليدي لأمراض العظام والروماتيزم تحت الرمل، الذي يطلق عليه محليا "المل"، في الوقت الذي يقصد شباب الجلفة الحمامات المعدنية والبحر قصد النزهة والاستجمام. يقصد الكثير من شيوخ الجلفة أماكن وجود الرمل في مناطق المصران والزعفران، قصد العلاج من أمراض العظام، ومنذ دخولك هذه المنطقة يلفت انتباهك العشرات من الخيم المنتشرة عبر الرمال حيث يختار الكثير من الشيوخ أماكن حارة جدا وذات رمال كثيفة قصد العلاج. "الشروق" قصدت هذه الأماكن حيث لاحظنا مجموعات، غالبيتهم من فئة الشيوخ، نصبوا خيمهم مدعمين بجميع المستلزمات كالأغطية والأفرشة والأكل، حيث يمكثون هناك مدة تفوق عشرة أيام تحت أشعة الشمس. وفي بداية الرحلة العلاجية يكون معهم شخص آخر يقوم بمساعدتهم حيث يقوم بعملية حفر الرمل وينزع الملابس للمعالجين ثم ينام المعالج داخل حفرة الرمل، ويقوم المساعد على تغطيته بالرمل الحارق ويغطي له رأسه، وتتواصل العملية مع باقي الشيوخ، كما يقوم المساعد على جلب الماء للشيوخ والعناية بهم طيلة مدة بقائهم تحت الرمل. وفي الغالب يمكث طالبو العلاج ما بين ساعة وساعتين تحت الرمل ثم يخرجون وينامون داخل الخيم بعدما يتم تغطيتهم. ويروي الشيوخ، الذين صاحبتهم "الشروق" يوما كاملا، قصص أصدقائهم الذين عالجوا بهذا المكان من أمراض العظام والروماتزم. وقال أحدهم إنه يعرف شيخا كان لا يستطيع حتى الحركة من مكانه وبعد أن فقد الأمل في العلاج لدى الأطباء داخل وخارج الوطن قصد هذا المكان وبعد 21 يوما من العلاج تمكن من الوقوف والمشي والصلاة بطريقة مذهلة. ويملك الشيوخ الكثير من الحكايات والروايات عن سر العلاج تحت الرمل. ويضيف المتحدثون أن العلاج بالرمل له أوقات معينة وفي الغالب ما تكون في نهاية شهر جويلية وبداية أوت وهي أحسن الأوقات للعلاج. ويعتقدون أن "المل" أفضل بكثير من الحمامات المعدنية بالرغم من الكارثة التي شهدتها بسكرة منذ 15 سنة عندما قتل المل عددا من الرجال بضربات الشمس فتم منعه نهائيا..