ظلت صومعة مسجد المنصورة شامخة، لم تغيرها السنون ولم يكسر اعتزازها وتفاخرها لا الزمان ولا الإنسان، وحدها الأعمدة تبقى منتصبة، فارعة الطول، تتقصى أخبار الأمصار وتتلصص بفضول على حكايات زوارها. بشكلها الممتد علوا وأضلاعها المسطرة بإتقان، ليتناقص عرض قاعدتها باتجاه الأعلى لينتهي بشرفات تحوي حجرات مزودة بشابيك للإضاءة، وهي موزعة على أربعة ارتفاعات أو مستويات، في الأول منها فتحة واحدة لها عقد اندلسي يرتكز على عمودين صغيرين، ونرى مثيلا لها في المستوى الثالث، أما المستوى الثاني ففيه ثلاثة عقود ولكن الأوسط منها هو المفتوح فقط، بينما نجد في المستوى الرابع مجموعة من خمسة عقود أندلسية تحملها ستة أعمدة.