تعد بلدية البرمة التابعة لولاية ورقلة والواقعة في أقصى جنوب الولاية على مسافة تفوق 420 كلم من أكبر الأحواض البترولية والغازية وثاني أغنى بلدية بعد حاسي مسعود، إلا أن رغم كل هذه الإمكانيات الهامة ما زال قاطنوها يحلمون بالغاز الطبيعي ويعتمدون على شاحنات نقل الغاز. هذه الشاحنات أصبحت لا تلبي كامل حاجيات السكان من هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها بالبلدية الحدودية، التي توسعت وزاد عدد مواطنيها والعاملين بها، حيث كادت هذه الأزمة صبيحة أمس أن تحدث فتنة بين المواطنين الباحثين عن قارورة غاز، خصوصا أن غيابها عن المنطقة طال أمده وفتح المجال لحدوث مناوشات كلامية بين المواطنين. وحسب عدد من سكان الجهة فإن شاحنة صغيرة بعدد 200 قارورة غير كافية، ويصعب توزيعها بين المواطنين الذين باتوا رهينة بيدي هذه الأخيرة، رغم أن البلدية غنية من حيث المداخيل والجباية البترولية. وتحصي البلدية المئات من الآبار الغازية والبترولية، ويعمل على ترابها عشرات الشركات الأجنبية والوطنية المتخصصة، إلا أن هذه النعمة تحولت إلى نقمة على المواطنين، في منطقة معزولة، حتى مشروع الغاز الطبيعي لم ير النور ومازال المواطنون يعتمدون في كثير من الأحيان على الطرق التقليدية، والاستعانة بالحطب لطهي مأكولاتهم. وناشد السكان مسؤولي شركة توزيع الوقود "نفطال" ناحية حاسي مسعود، ضرورة رفع حصتهم وزيادة عدد الشاحنات لتلبية الطلب المتزايد طرديا، وبرمجة مشروع للغاز الطبيعي بالبلدية في القريب العاجل، والقضاء على معاناتهم، خصوصا ونحن في فصل الشتاء الذي تزيد فيه الحاجة لهذه المادة.