أطلقت، مؤخرا، مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية غرداية، حملة وقائية مكثفة لاستئصال داء الرمد الحبيبي كمرحلة ثالثة عبر مختلف مناطق الولاية، وتندرج هذه العملية الوقائية في إطار الاستراتيجية الوطنية لاستئصال هذا الداء المسبب لفقدان البصر، وذلك بالاعتماد على الاستراتيجية التي وضعتها المنظمة العالمية للصحة التي ترتكز على محاور 4 وهي "جراحة شعيرة العين، المضاد الحيوي، تنظيف الوجه، تغير البيئة"، حسب مسؤول الوقاية بمديرية القطاع الصحي. ووضع فريق طبي من الوزارة الوصية يترأسها كل من الدكتور مدني إيخلف وصديق خورسي برنامجا للكشف عن داء الرمد الحبيبي وشعيرة العين بغرض استهداف مجموعة سكانية تفوق 1.500 شخص بالغ عبر مختلف الهياكل الصحية والثانويات ومراكز التكوين المهني والمدارس القرآنية المنتشرة عبر إقليم ولاية غرداية. ويمكن من خلال هذه الحملة للكشف والمكافحة المكثفة ضد الرمد الحبيبي تحديد مدى انتشار هذا المرض بالمنطقة وتحسيس بذات المناسبة المواطنين حول تدابير النظافة الذاتية والجماعية والبيئة التي يتعين اتخاذها بهدف استئصال هذا الداء المسبب لفقدان البصر. ويعد الرمد الحبيبي أو "التراخوما" من الأمراض التي تصيب العيون والتي تتسبب في ظهورها جرثومة طفيلية تشبه الفيروسات تنمو في أنسجة الجفن على شكل حبيبات صغيرة تنتشر حول نواة الخلية وتطورها مرتبط بخلايا حية "بكتيريا التراخوما"، ويمكن أن يتسبب هذا النوع من التهاب الملتحمة في فقدان البصر، وهو مرض معد حيث ينتقل مباشرة عن طريق الأيدي غير النظيفة. وقد ينتقل أيضا بطريقة غير مباشرة بواسطة حشرة الذباب. وقد أحصي بولاية غرداية خلال السنة المنقضية 192 حالة، 50 بالمائة منها تم تحديدها بمنطقة المنيعة، حسب إحصائيات مديرية الصحة.