يشتكى السكان القاطنون بمنطقة دبيش النائية التابعة لدائرة أنقوسة بورقلة، جملة من النقائص التي أرقتهم، وحوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي، وذلك جراء إقصاء الجهة من المشاريع التنموية والاعتماد على المفاضلة برمجة المشاريع التنموية من طرف المسؤولين، في الوقت الذي استفاد من العملية الأحياء والمناطق المجاورة لها، الأمر الذي أثار استياء وتذمر السكان. وعبر المواطنون بالمنطقة، عن امتعاضهم الشديد جراء التراكمات الحاصلة التي جعلتهم يعيشون في دائرة المعاناة والحرمان، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافة تزيد عن 20 كلم للوصول إلى مقاعد الدراسة، في ظل انعدام ثانوية بالتجمع السكني المذكور، ما دفع بأولياء التلاميذ إلى توقيف بناتهم عن الدراسة بسبب نقص حافلات النقل المدرسي وتأخرها أحيانا، وما زاد الطين بلة انعدام تهيئة الأرصفة التي تشهد حالة كارثية، وكذا تشقق وتصدع شبكة الطرقات بالمنطقة، وهو ما تسبب في إجهاد جيوب سائقي السيارات نتيجة تضرر مركباتهم في كل مرة. ويشكو المواطنون من نقص قارورات غاز البوتان، حيث يضطر هؤلاء إلى التنقل للمناطق المجاورة، في رحلة بحث عنها، فيما يلجأ آخرون إلى الاستعانة بالحطب للطهي والتدفئة، بالإضافة إلى صعوبة التنقل إلى عاصمة الولاية لقضاء مصالحهم بسبب انعدام حافلات نقل المسافرين المخصصة لقريتهم، وهي أوضاع جعلت هؤلاء السكان يعيشون معاناة حقيقية، في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة، وتجاهل المسؤولين لمطالب حيّهم بعد إقصائهم من جميع المشاريع التنموية، في الوقت الذي شدّد فيه رئيس الجمهورية والوزير الأول عبد المالك سلال على عدم تهميش وإقصاء أي جهة من الوطن، خاصة بولايات الجنوب للنهوض به وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين من خلال تدعيمهما بمشاريع تنموية. وحسب تصريح بعض المواطنين ل "الشروق" فإن انعدام المشاريع التنموية جعلهم يتخبطون في معاناة مستمرة، كما أن انعدام مرفق تربوي كبير على غرار الثانوية أثر بشكل سلبي على مستوى التحصيل الدراسي لفلذات أكبادهم، وحرم عدد منهم من مواصلة دراستهم بسبب كثرة الغيابات والتأخر عن الالتحاق بمقاعد الدراسة بعد طردهم، وهي ضريبة يدفعها التلاميذ في ظل الصمت المطبق من طرف الجهات المعنية. وطالب سكان قرية دبيش النائية من مصالح البلدية بالتدخل العاجل لإخراجهم من العزلة المفروضة عليهم، وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال رصد مشاريع جديدة، والشروع في تهيئة الأرصفة والطرقات، فضلا عن ربط بالغاز في ولاية تنام عليه.