أصبحت ظاهرة انتشار الأدوية المسكنة للآلام والعديد من المهدئات بأنواعها، في الأوساط الشبانية بمدينة حاسي مسعود، هي السمة البارزة خلال السنوات الأخيرة، حسب تصريحات العديد من الصيادلة وبعض سكان المدينة "للشروق". لكن المشكل المطروح حاليا هو أنها أصبحت تستعمل لأغراض الإدمان، خلافا لدورها الأساسي المتمثل في التغلب على الآلام ونوبات القلق التي ترافق الانهيارات العصبية للمرضى، فهذه الأدوية أصبحت خطيرة للشباب بقدر ما هي نافعة للمرضى وهذا لعدة اعتبارات ولدتها الظروف المحيطة بالمنطقة. فهناك العديد من الأدوية الموجودة والمتوفرة في الصيدليات بالمنطقة مثل "ريفوتريل"، "ترامادول" إلى غيرها، التي أصبح شباب المنطقة يقتنيها عن قصد وبدون أعراض مرضية، وهذا لغرض الاستعمال الشخصي والإدمان عليها، حيث هناك العديد من العائلات تشتكي من إدمان أبنائهم على هذه الأدوية متهمة أصحاب الصيدليات في المقام الأول ببيع هذه الأدوية دون وصفة طبية من الطبيب المختص، وهذا حسبهم لأغراض تجارية وتحقيق الربح دون مراعاة الخطر الذي يهدد أبناءهم بسبب بيع هذه الأدوية، حيث أصبح معظم الصيادلة هم من يعوضون الأطباء ويقومون بوصف هذه الأدوية دون تحمل العواقب، فكل من يعاني من مرض أو صداع يقترب من الصيدلية ويقوم باقتناء هذه الأدوية. من جهة ثانية، صرح بعض الصيادلة أنهم في منأى عن هذا الاتهام، إذ أن بعض هذه الأدوية كالمسكنات والمهدئات المعروفة لدى الجميع، تباع بدون وصفة طبية، إلا أن هناك بعض الأدوية الخاصة التي هي أصلا محظورة، إلا على فئة قليلة من المرضى وهي أدوية تقدم بوصفة وهذه الأدوية معروفة، وتقع تحت رقابة الوصاية والسلطات المعنية، هذا وفي نفس السياق وفي كل هذه الحالات فإن التفريق بين هذه الأدوية أو تناولها بكميات زائدة هو الأمر الصعب والمؤثر لدى العديد من المراهقين بالمنطقة، هذا وتطالب العديد من العائلات بحاسي مسعود من أصحاب الصيدليات بالمدينة، بالكف عن بيع هذه الأدوية سواء بوصفة طبية أو بدون ذلك على أبنائهم، لأن ذلك أصبح يشكل خطورة عليهم، خاصة وأن الظاهرة تزايدت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بالأوساط الشبانية بالمدينة.