قتل 42 شخصاً على الأقل في سلسلة تفجيرات انتحارية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستهدفت مواقع عسكرية، الاثنين، في المكلا في جنوب شرق اليمن التي كانت معقلاً لتنظيم القاعدة حتى أفريل، حسب ما أفاد مسؤولون. وقال رياض الجليلي مدير صحة محافظة حضرموت، وكبرى مدنها المكلا، إن 40 جندياً قتلوا في الاعتداءات بالإضافة إلى امرأة وطفل، وأصيب 37 آخرين بجروح. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية، بحسب ما نقل مركز "سايت" الأمريكي لرصد المواقع الجهادية. وبحسب المركز، فإن التنظيم قال في بيان، إن ثمانية انتحاريين قتلوا 50 من قوات الأمن اليمنية. وكان محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك قد قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق: "شهدت المكلا خمس عمليات انتحارية في أربعة مواقع". واستهدفت ثلاثة تفجيرات في وقت واحد نقاط تفتيش في المدينة الساحلية في حين كان الجنود يتناولون طعام الإفطار، وفق مسؤول أمني. وقال المسؤول، إنه في الهجوم الأول، سأل انتحاري يقود دراجة نارية الجنود إذا كان بإمكانه تناول الإفطار معهم قبل أن يفجر نفسه. كما اقترب مهاجمان من الجنود سيراً على الأقدام في أماكن أخرى في المدينة قبل أن يفجرا نفسيهما. وبعدها بقليل، هاجم انتحاريان مدخل معسكر للجنود. وخضعت المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، لسيطرة تنظيم القاعدة سنة واحدة قبل أن تطردها القوات الموالية للحكومة مدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في 24 أفريل الماضي. ولكن الجهاديين لا يزالون متواجدين ويسيطرون على عدد من بلدات حضرموت. وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الشهر الماضي، إن "عدداً صغيراً جداً" من القوات الأمريكية انتشر أيضاً حول المكلا دعماً للعملية التي قادتها قوات سعودية وإماراتية خاصة. وتتمركز سفن البحرية الأمريكية في المنطقة، وضمنها السفينة البرمائية الهجومية، يو إس إس بوكسر، بالإضافة إلى مدمرتين. وقد استغل تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومقره اليمن منذ عام 2009، وتنظيم "داعش" فراغ السلطة الذي خلفه النزاع لتوسيع وجودهما في الجنوب والجنوب الشرقي. وفي ماي، أوقع اعتداء انتحاري وتفجير تبناهما تنظيم "داعش" 47 قتيلاً من الشرطة في المكلا التي يسكنها قرابة 200 ألف نسمة. وقتل خلال السنة الماضية عدد من كبار مسؤولي تنظيم القاعدة في ضربات أمريكية استهدفت مواقع الجهاديين. وتعتبر واشنطن القاعدة في جزيرة العرب الفرع الأخطر في التنظيم.