قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء، إن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، يزيد من احتمالات تصعيد "الأعمال العدائية" بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأضاف كي مون، الذي وصل قطاع غزة الفلسطيني، صباح الثلاثاء، في مؤتمر صحفي عقده في مدرسة الزيتون الابتدائية للاجئين: "الحصار يخنق غزة، نتكلم عن إذلال وحصار واحتلال، لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، فاستمرار الحصار يعني تصعيد الأعمال العدائية مجدداً، بين الفلسطينيين وإسرائيل". وأعرب كي مون عن ارتياحه، للبدء في "إعمار" ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014. وتابع: " أشكر الدول المانحة، التي ساهمت في بناء المدارس، وكثير من المنازل". واستدرك قائلاً: "استطعنا أن نبني البيوت، لكن هل نستطيع أن نبني الحياة؟ وأن نعالج مرارة الحروب؟ وما خلفته من معاناة، وأن نحاسب من قاموا بهذه الأعمال بغير عدالة؟". ووصف كي مون الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، منذ عشرة أعوام بأنه "عقاب جماعي". وأكد أن الأممالمتحدة "تبذل كافة الجهود"، من أجل "خلق فرص للحياة في قطاع غزة، وتوفير وظائف للشباب وإعادة إعمار ما خلفته الحرب". وشنت "إسرائيل" حرباً على قطاع غزة، في السابع من جويلية 2014، أسفرت عن استشهاد 2320 فلسطينياً، وهدم 12 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، فيما بلغ عدد الوحدات المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب بيانات رسمية. وفي سياق آخر، دعا كي مون، حركتي فتح وحماس، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على "أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية". وأكد أن المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي، سيساهم في تطوير قطاع غزة، والعمل على حل أزماتها الإنسانية والاقتصادية. كما أكد كي مون، خلال حديثه للصحفيين أن المجتمع الدولي ماضٍ في العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإنجاز حل يتمثل في إقامة "دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام". من جانب آخر، تفقد كي مون، خلال زيارته لغزة، "مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للتأهيل والأطراف الصناعية". وأشاد "بان كي مون، خلال جولته داخل المستشفى، بالمشاريع القطرية التي تمّ تنفيذها في قطاع غزة. وقال يوسف الغريز، مستشار رئيس اللجنة القطرية في غزة، عقب انتهاء جولة كي مون دخل المستشفى، لوكالة الأناضول للأنباء: "أبدى السيد بان كي مون إعجابه بالمشاريع القطرية التي تم تنفيذها في قطاع غزة وتبلغ قيمتها حوالي 300 مليون دولار". وذكر الغريز أن كي مون، قدم وعوداً ب"بذل جهد إضافي مع دول أخرى لدفع مسيرة إعادة إعمار قطاع غزة". وفي أكتوبر 2012، تبرعت قطر بنحو 407 مليون دولار أمريكي، لتنفيذ مشاريع لإعادة إعمار قطاع غزة، من بينها مستشفى للتأهيل والأطراف الصناعية، التي أُنشأت شمالي القطاع.